الأحد، 2 يناير 2011

سكينة اشتيانى


                      ينظر الغربيون الى حد الزنا بعين لا ترى فى المسلمين سوى متوحشين متعطشين الى هدر انسانية المرأة فى مشهد شديد البشاعة وصادم للوجدان الانسانى ، وتأتى هذه النظرة القاصرة والظالمة مأخوذة دائما بعلّة التطبيق التى تلازم كثيرا من احكام الحدود فى الحالات التى شهدتها بعض البلدان الاسلامية ، ولأن جريمة الزنا فى معظم الحالات يكون التطبيق فيها وقفا على المرأة فقط، اصبحت مثار جدل واسع ليس فى اوساط الغرب وحده بل حتى فى اوساط المسلمين على مختلف مذاهبهم ،  من هنا ظلت الاحكام الصادرة فى هذه الجريمة تحظى باهتمام كبير و تبدو قضية الايرانية سكينة اشتيانى خير مثال له .

سكينة اشتيانى
                      وما يحزن هنا ، غياب الرأى الفقهى والقانونى السديد الواجب حضوره فى مثل هذه الحالات ليس دفاعا عن حالة بعينها وانما دفاعا عن ديننا وعدالتنا فقد كثر الطعن بشدة  خاصة من اولئك الذين لا يرون سوى قسوة العقوبة ويغمضون اعينهم عن رحمة الشرع فى صرامة تحديده لشروط الاثبات والتى وصلت الى حد ان  الحمل فيها عند بعض الفقهاء قرينة غير قاطعة لأثبات الزنا لأحتمال حدوثه بالاكراه ففيه شبهة تدرأ الحد ، ونبى الرحمة امرنا صراحة بأن ندرا الحدود بالشبهات وطالبنا ان نبحث عن مخرج للمحاكمين حديا لأخلاء سبيلهم، فثمة مسئولية دينية واخلاقية وقانونية هنا توجب على فقهاء المسلمين وقانونييهم على مختلف مذاهبهم الوقوف بقوة وحزم وصرامة امام كافة الاحكام المتعلقة بالحدود حماية لها من شطط السلطان ، ويجب ألا يمنعهم من ذلك اى اعتبار لحدود سياسية او غيرها حتى لا يكونوا من البائعين لآيات الله بثمن بخس .

                      ان العقوبة حدية كانت او تعزيرية ليست بمقصد الشرع وانما قدرتها على زجر الفعل والمجاهرة به ، فالاصل فى الشرع رفع الحرج ، والمسلمون بفطرتهم مؤمنون فى قرارة انفسهم على سمو قيم العدل فى ديننا التى اعلت من شأن الانسان الى ذرى لم يدركها دين من قبل ولم تعرف البشرية مثيلا لها ، لهذا فأن الواجب الدينى يستدعى ان ينهض علماء المسلمين بكامل مسئولياتهم تجاه الدفاع عن حقوق المسلمين التى كفلها ديننا بنصوص صريحة وبأحاديث صحيحة حتى لو كان هؤلاء المسلمين اكثرنا خطايا ، فرب العزة والجلالة لم يقفل عليهم يوما باب الغفران حتى لو اتوا اليه بتراب الارض ذنوبا ، فحرىّ بنا ان نفتح ابواب الدفاع عنهم على مصراعيها دون ان نخشى فى الله لومة لائم  .

                       .

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم أخي الكريم هاروتاب لقد ممرت على مدونتك السياسية الرائعة
    وشممت رائحة إختلاف فكري وتوجه سياسي بيننا ولكن هذا لا يفسد الود والإحترام والتقدير بيننا ويسعدني متابعتك لمدونتي وأستفيد من خبراتك ولك تحياتي

    ردحذف

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...