الأحد، 30 نوفمبر 2014

تطبيق القرار 181


                  من المؤسف حقا ان تسعى جامعة الدول العربية لتقديم قرار لمجلس الأمن بشأن دولة فلسطينية ، والمؤسف فى الأمر ان تطالب الجامعة الموقرة بما تبقى من الدولة الفلسطينية التى قام ذات المجلس بتقسيمها فى العام 1947 لتكون دولة فلسطينية .

                  الكرامة العربية تستوجب ان تطالبوا بتطبيق القرار رفم (181) الصادر فى 1947 طالما اصبح وجود اسرائيل امرا مسلما به كدولة قائمة فى هذه الارض ، فهو على الاقل سيبحث فى مسائل ترسيم الحدود بين الدولة الأم فلسطين والدولة المنشأة اسرائيل ، بدلا عن مشروع سيشعل جدلا جديدا تطول مساجلاته عقودا مماثلة لما طالته هذه القضية منذ قرار التقسيم .

                  فبعد اكثر من ستة عقود تقريبا ، انخفض سقف مطالبنا بحيث اصبحنا نلهث خلف الضفة والقطاع اللتين كانتا تحت ايدينا لنقيم عليهما الدولة الفلسطينية ، وحتى الآن لم ننجح فى تحقيقه ، واخشى ان يدخلنا مشروع الجامعة الجديد فى متاهة جديدة لنخرج منها بعد ستة عقود مطالبين (برام الله) فقط دولة فلسطينية ، فلعبة الزمن ظلّت فى مسار هذه القضية ، اداة فعّالة فى التوسع الاسرائيلى .

                  دعونا من هذه المشاريع التى ظلّت طوال تأريخ هذه القضية المسنة تكلفنا الكثير الكثير ، وليكن مشروعنا الوحيد فى منعرج الضعف الذى نعيش فيه هو تطبيق القرار 181 لسنة 1947 .
                

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

مشانق من مصارين


                الثورات اصبحت ترعبنى اكثر من الحروب ، على الآقل فالحرب يمكن السيطرة عليها من قبل النخب الحاكمة التى تخوضها بعد ان تهدأ موجة الجنون والجشع التى انتجتها ، اما الثورات وان كانت حلم البشرية الأعظم فى الخلاص من الظلم والطغيان ، الا ان ثمة تأريخ مسكوت عنه ينجح دائما فى حجب اكثر وقائعها جنونا وتوحشا .

                فى الثورة الفرنسية كان شعار (اشنق آخر ملك بأمعاء آخر رجل دين) يرتقى الى درجة نشيد مقدس ، تردد صداه الشوارع المحتشدة بالغبن المتراكم جراء الظلم المتراكم ، ولا اخالنى اجانب الحقيقة ان قلت أنه لا يزال يدغدغ اوتارا عميقة فى وجدان العديد من الشعوب ، ويدعوها للخروج ، ولكن الشعار فى حد ذاته عبارة عن عنف فوضوى مظلم او بتعبير ارقى للمفكر الجزائرى الكبير محمد اركون ( لم اكن اقبل بشكل خاص ربط حركة معطاءة وجميلة كالثورة الفرنسية بالعنف الدموى والارهاب الاعمى ، هى التى انفجرت ضد الظلم والطغيان ) . من كتاب التشكيل البشرى للأسلام الطبعة الاولى 2013 -الناشر المركز الثقافى العربى -الدار البيضاء المغرب ص 30 .

                  وفى الدول التى اندلعت فيها الثورة او بدت فيها الثورة امرا حتميا ، لم يغب عن بصر الناظر اليها حضور هذا العنف الدموى والارهاب الاعمى ، ليس كخطر كبير على النظم الحاكمة وحسب ، وانما خطرا اكبرعلى تطلعات واحلام وامانى قادة وجماهير الثورة ، وعلى حياة الذين هم خارج دائرة الصراع ، وقد فاق فى فظاعاته شعار الثورة الفرنسية اعلاه بحيث شهدنا رؤوس البشر صارت كرة تركل بالاقدام .

                  فكرة الثورة تبدو لدى كثير من المكونات المنخرطة فيها او المتأهبة لها ، اقرب الى فكرة الانتقام ، او دورة جديدة من الظلم والطغيان ، فكرة الثورة فى ابسط معانيها هى بناء حياة كريمة لكل الناس وليس نصب مشانق من مصارين على الطرقات .

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...