الاثنين، 24 فبراير 2014

لا ترجعنى الىّ


                    صوت قال لى (هذا الاحمر القانى هو دمك) .

                   متى يكف هذا الصوت عن الوسوسة ويتركنى اغافل نفسى قليلا ، فأنا قد عرفت هذا اللون منذ ان رأيته يغطى مستحيلاتى ، عرفت انه دمى ، فقد اعتاد ان يقف دائما بينى وبين مفاتن الدنيا ، واعتدت حين تتجلى لى مفاتنها ، ألا ارى منها غير دمى وشهقة الخلق التى حاكت جبلك يا موسى ، احتجبى حتى اراك كما كنت اراك ، فلا قدرة لى على احتمالك والتجلى ، وجهك المعتاد يكفى ان يهيم به اكثر الخلق وان اعشقه وحدى ، وعشقى له هو الذى يسقى دمى لكى احيا .

                    هذه الليلة لن تنقذها من عذاب القلب آلاف الصلوات ، هذه الليلة لن تنقذنى منها آلاف الاغنيات ، هذه الليلة اقسى اختباراتى .. اقصى احتمالاتى  .. اوحش ممراتى الى مسكنى فى فجرك البعيد ، لست صدفة كى ابكى خروجك عارية الا من دمى ، اريد لبريقك ان يغطى ارجاء كل العوالم لترى عظمة ما رأيته فيك ، ويضىئها شروقك كل صباح لتخرج من عتمتها المزمنة ، وترى فيك طريقها الى الله .

                      اذا تجليّتى ثانية ، تجلى برفق ، فأخشى ما اخشاه ان يحيلنى تجليك الى كائن صغير .. صغير لا يستطيع حتى النظر اليك ، اذا تجليّتى ثانية ضعينى فى الاعتبار و تذكرى قول مولانا جلال الدين الرومى :

                                             ( انا لك فلا ترجعنى الىّ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...