الجمعة، 17 أكتوبر 2014

سقوط فكرة اللجوء


فتيات كرديات يحملن السلاح (الصورة من موقع درر العراق)
                 ثمة فتيات كرديات وقفن تحت الشمس وعلى اكتافهن السلاح ، تركن منازلهن من خلفهن لتصير مخازنا للذخيرة والعتاد ، مواجهة الموت فى الارض التى رأين فيها النور لأول مرة ، وتنفسن هواءها لأول مرة ، افضل الف مرة من الملاجىء ، الملاجىء لا تحمى عرضا ولا ارضا ، الملاجىء تجرّد المرء من صلاته اليومية مع البيوت والشوارع والحدائق التى تغذيه بالألفة ذهابا وايابا ، وتحيلها الى مجرد ذكريات مبللة بالدموع والدم ، وتحبسه فى الواقع داخل مخيّم اشبه بزرائب الرقيق فى القرون الفائتة ، ثمة قيصر يريد ان يعيد لعبة الحرب القديمة الى راهن عالمنا ، يريد ان يعيد لعبة الغزو والسبايا ، وحدهن الفتيات الكرديات علمن نوايا هذا التيس العفن فأستعددن له ، علمن ذلك بعد ان رأين ما حلّ بالسوريات ومن قبلهن العراقيات فى الملاجىء العربية والاسلامية ، او فى ملاجىء العهر القسرى ،  ، كل حروب المنطقة تبدو فى احد وجوهها استهداف مريع لأفخاذ المرأة فيها ، حتى وان كان الغازى ممن يعلّق الصليب على رقبته او ممن يحمل راية (لا اله الا الله محمد رسول الله) او من اولئك الذين تقودهم فكرة مجنونة الى نهر من الدماء لم يحسبوا له حسابا فى لياليهم المزدانه بطموح مكابر .

                   ان تستعصم الفتيات الكرديات ببندقية لتحمى التراب الذى مشين عليه اوّل مرة ، يعنى سقوط فكرة اللجوء ، يعنى تقديسا للوطن مهما كان صغيرا ، يعنى ، الوطن يستحقه من يحميه بروحه ودمه ، ثمة وطن قادم على اكتاف الكرديات المثقلة بالسلاح ، شاء من شاء وتآمر من تآمر وابى من أبى .

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

جبل للخطايا


                    كل المسلمين يرجون ان يلقوا الله كما ولدتهم امهاتهم ، يرجون ملاقاته بلا خطايا ، ولكن بعضهم يرجىء هذا الرجاء استجابة للنفس الأمارة بالسوء ، ومتى شبعوا من المعاصى ، يبدأون بنقاء طفل غرير ، فى فعل الخير من لحظة توبتهم وحتى لحظة يؤذن للناس بالحج ، لو كان لجبل عرفات ان يتكلم فى حاضرنا عن تلك الاثقال التى يرميها الصاعدون عليه من هؤلاء البعض ، لأنشقت الأرض من هولها ، ولكن الله غفور رحيم يغفر الذنوب كلها .

                    منذ الصغر تعلّمنا ان من يحج البيت يعود اشبه بملاك ، يعود بلا خطايا ، وكانت الطاقية والمسبحة وشربة من ماء زمزم تضعك ضمن زمرة الحجاج ، تذهب بهما للصلاة فرحا مزهوا بهذه الايقونات القادمة من ارض المغفرة والقادرة على مسح كل خطاياك الصغيرة التى لا تسوى شيئا فى موازين الذنوب ، فهمنا ان الحج مغفرة الذنوب ، وهو كذلك ولكننا فهمناه بعقل تلميذ فى الاساس ينظر الى الحج نظرته الى استيكته التى تنجده كلما اخطأ فى مسح اخطائه ، فبعض الصاعدين الى عرفة يعودون كما ولدتهم امهاتهم ولكنهم يعودون سريعا الى احضان النفس الأمارة بالسوء حتى موسم الحج القادم .

                     قبل سنوات قليلة فى مصر اثارت دعوى قدمها ابن ضد ابيه متهما اباه بالسفه ومطالبا بحجز امواله لعزم الوالد الحج بالدرجة الفاخرة حسب التصانيف التى حددها المتاجرون بشعائر الدين ، اثارت جدلا فقهيا واجتماعيا كبيرا ، ولا يهم هنا ما انتجه هذا الجدل بقدر ما يهم الاجابة على اسئلة مقلقة وتثير المخاوف :

                      كيف تمكن اعداء هذا الدين ان يجعلوا من احد اركانه محلا للأتهام بالسفه للدرجة التى يقاضى فيها ابن اباه ؟
                      كيف تمكنوا من افراغه من معانيه ومقاصده وحوّلوه الى مجرد برنامج سياحى ؟
                      هل هنالك مشروع خبيث يمضى حثيثا فى احتكار شعائر هذا الدين لتكون وقفا على الاغنياء ليعزله عن قاعدته ؟
                      هل سيأتى علينا يوم نجد فيه ان مناسك الحج اصبحت محتكرة لدى شركة لا يمكنك معها ان تؤدي هذه المناسك الا على طريقة قناة الجزيرة مع مباريات كأس العالم ؟

                       لكل المسلمين الذين يشتاقون الى بيت الله الحرام ، لا خوف عليكم ولا تحزنون ( لا يكلّف الله نفسا الا ما أتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا)
                      وكل عام وانتم بخير

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...