الجمعة، 23 يونيو 2017

الشرق الاوسط الكبير


                      من المؤسف والمحزن والمخيف جدا ، ان تصل الازمة مع قطر الى الدرجة التى تدفعها للأستنجاد بقوات تركية وباكستانية وايرانية ، فى الوقت الذى تحتضن ارضها قاعدة امريكية ، يستحيل ان تخلو شروط اقامتها هناك من شرط الحماية ، ليس هذا فحسب وانما قامت امريكا وبجرأة متناهية بمناورات بحرية قطرية مشتركة رغم مواقفها التى سبقت الازمة من قطر ، المواقف المشجعة لتصاعدها حتى بلغت هذا الحشد العسكرى المتزايد على ارض قطر؟ 

                      التناقض فى الموقف الامريكى بازدواجيته التى صارت سمة فى السياسة الخارجية الامريكية ، يجب ألا يضللنا عن الهدف الكامن خلفه ، وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير الذى طرحته وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كونداليزا رايس ببديله (الفوضى الخلاقة) .

                     ومشروع الشرق الاوسط الكبير يلتقى فى عمومياته وربما خصوصياته ايضا مع مشروع الاسلاميين على مختلف مضاربهم ويبدو سانحة عظيمة يمكنها ان تلبى اشواقهم فى استعادة الخلافة الاسلامية ، واكثر من ذلك لدى اردوغان الذى يتعامل سواء مع الشأن الداخلى او الخارجى كأحد سلاطين بنى عثمان ، وفى اعتقادى ان امريكا التى احتفلت بما خرجت به من ثروة فى القمة الامريكية الاسلامية ، تتشوق ايضا ان تتعامل مع حاكم واحد يسيطر على العالم العربى والاسلامى بكل ما يمثله من ثقل استراتيجى وثروات متعددة ، اى باختصار هدم كل البنيان السياسى القائم فى هذه المنطقة والذى تأسس فى معظمه على يد اوروبا عقب الحرب العالمية الثانية ، ليحل محله نظام الخلافة الاسلامية ، انه باختصار ايضا صراع اوروبى امريكى هدفه الاول والاخير الموارد التى جعلت دونالد ترامب يتراقص فرحا بما جناه .

                   ان المخاوف تتصاعد كألسنة اللهب من هذا الحشد العسكرى المتزايد فى قطر ، واخشى ما اخشاه ان تكون الامارة الصغيرة الغنية ، اولى امارات الخلافة الجديدة ، واكثر ما اخشاه ان يبتلع الحالمون بهذا المشروع الامارة يالكامل ويحيلونها الى قاعدة مركزية لشن حروب الخلافة الجديدة ، للسيطرة على الخليج اولا ومن ثم توابعه ، وتبدو هذه الفكرة المثيرة للمخاوف اكثر جلاءا عند المصريين ، فبرغم الازمة الاقتصادية التى تعيشها مصر الا انها حولت كافة القروض والمنح التى تدفقت عليها من الخليج الى اسلحة نوعية تحسبا للقادم من المشاريع المؤامرات . 

                   ثمة حرب قادمة لحلف اختبر وحشية  قواته فى سوريا والعراق وليبيا ، ويبدو انه يستعد الان  ليعيد مشاهدها على نطاق اوسع قربانا لمشروع الشرق الاوسط الجديد .           

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...