الاثنين، 27 يوليو 2015

كهرباء لله



                  وزير الكهرباء يصر على زيادة الاسعار لتصل الى نسبة 100% بدلا عن سعرها الحالى البالغ قدره 20% للكيلوات ، والمواقع على الانترنت والصخف افادت ان السيد رئيس الجمهورية فال ان الكهرباء خط احمر ، ورغم ذلك عاود الوزير اصراره على وجوب الزيادة حسبما تناقلته الصحف .

                 لا يهمنى هنا كثيرا ما يقال عن كفاءة ومؤهلات العاملين فى بعض الوظائف القيادية بالكهرباء واثر ذلك على اداء هذا المرفق ، بقدر ما يهمنى اصرار السيد الوزير على هذه الزيادة ، وهو اصرار يعنى بصريح العبارة ، عجزه عن ادارة هذا المرفق بالصورة التى تديم امداد التيار الكهربائى فى ظل اسعار الكهرباء الحالية .

                 بفهمى البسيط والمتواضع جدا ، ان اهم واجبات السيد الوزير هو ادارة وتشغيل هذا المرفق بالصورة المحددة اهدافها سلفا ووفقا للميزانيات المقترحة من ادارة المرفق ايضا سلفا ، واذا كان هنالك ثمة فرق بين المقترح والمرصود فى هذه الميزانيات  قد يؤدى بدوره الى عجز فى التوليد والامداد ، فأن مهمة الوزير تنحصر فى المطالبة بهذا الفرق ، ووزارة المالية الممسكة بالايرادات العامة للدولة هى المسئولة عن تغطية هذا الفرق من وفوراتها ان كان لديها وفورات ، او احالة الامر للجهات المختصة بتحديد اسعار السلع الاستراتيجية التى تمس حياة المواطنين بشكل مباشر ومؤثر للغاية ، كالخبز والماء والكهرباء وغيرها ، فما مغزى اصراره على هذه الزيادة ؟ .

                  

الأحد، 26 يوليو 2015

اسرار الخلاص


                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها تفتح على اسلحة مغرية مصوبة على رأسك وصدرك ، فالخروج موت والبقاء موت يسبقه جنون ، انه محتل استوطن آخر خلاياك وانت لم تزل تحت تأثير دهشتك الاولى ، فأستدعى بما تبقى من عقلك وروحك اسرار الخلاص .

             قل : يا موسى قد غلبنى البحر فأدعو رياحك لتعبر بى الى مريم تفترش ضفائرها انتظارا لقلب ادماه الانتظار ، ويتوق لمسحة من يديها ، وان اتت الرياح بما لم ترتج سفنك ، فأنده : يا ابن مريم علّمنى كيف اسير على الماء ، فثمة حلم ينتظرنى على الضفة الاخرى ، وان شقّ ثقل حنينك ظهر الماء ، ارفع كفيك ونادى : يا حبيبى يا محمّد ، يا من يسرى بى شوقى اليك ويعرج بى اليك ويأخذنى الى النور الأعظم ، نور السموات والارض ، انا مشتاق مشتاق مشتاق .

            


              

              

الأحد، 12 يوليو 2015

كلب من الجحيم


                  ينبح وينبح وينبح ولا يكف عن النباح ابدا ، ينبش وينهش فى القلب كفلاح يقلّب فى حقله ، ينبش وينهش حتى لا يبقى فيه اثرا لذكرى ، ثم يتسلل الى شرايينك وهو ينبح وينبش وينهش ما تبقى من اطياف لذكرى ايامك ، هكذا دأبه الى ان يصيبك بسعر يطبق على رئتيك ويصارع انفاسك ليلا ونهارا ، فيشتعل صدرك بالحمى لتتنفس مثل فرن ملتهب ، ثم يفترسك الاعياْْْْْء والتعب ، وتصبح حالتك هى ذات المصدر القديم للشعر والحكايات والقصص ، امرأة اطلقت داخلك كلبا من الجحيم .

                    هذا كل ما استطعته من تفسير وتصوير لكلب الشاعر والقاص والروائى  الامريكى من اصل المانى تشارلس بوكوفسكى 1920 - 1994 حينما قرأت عنوان احد دواوين شعره ( الحب كلب من الجحيم ) .

              ولو قدر لى ان ارسم لوحة غلافه ، لرسمت تلك المرأة التى استهلك جمالها  القصص والروايات والاشعار ، وهى تمسك بيد رسنا مربوطا على حلقة حول رقبة كلب ضخم قاتم اللون ، ويتدلى من فمه لسان احمر وتنفث عيناه شرا مستطيرا ، وتشير بيدها الاخرى محرضة الكلب على قلبك .

الجمعة، 10 يوليو 2015

حق الحياة وحق العمل


                  لا شك ان كثيرين مثلى قد احتفوا قبل ايام بقرار المحكمة الدستورية الصادر قى 3\7\2015 والقاضى بفتح دعوى جنائية بأسم الطاعنين من ذوى قتلى احداث بورتسودان التى وقعت فى 29 يناير 2005 ضد من تسفر عنه التحريات وتقديم من توجه اليه التهمة الى القضاء ، فالقرار اشاع طمأنينة عامة وخاصة ، وأكد ان فى هذا الوطن الحبيب مؤسسات قادرة على حماية الحقوق ، ومهتمة اكثر من السلطات التنفيذية الحاكمة بتحقيق العدالة ، لهذا استحق الاحتفاء به ، والافتخار والاعتزاز بالسبعة الكرام اعضاء المحكمة الدستورية الذين وافقوا على القرار بالاجماع ، الاجماع على حق التقاضى لضمان حماية حق الحياة .

                ما يهمنى هنا ، ان الطرف الثانى فى هذه القضية هى وزارة الداخلية ، وما يهمنى فى هذا الشأن على وجه التحديد ، التسويات التى اجرتها مع بعض اهالى القتلى ، وما يهمنى فى هذه التسويات ، هذا الشعور بالمسئولية عن تحمّل تبعات اداء وحداتها للدرجة التى الجأتها لعقد تسويات مع ذوى القتلى ، مستبقة بذلك الاجراات القانونية التى تعى جيدا حجم فداحتها عليها خاصة عند الادانة .

                ولا تثريب فى قيام وزارة الداخلية بتلك التسويات ، طالما ان اولى الامر قد ارتضوا بها ، فهو نظام معمول به فى ارقى دول العالم التى يحظى عندها مبدأ سيادة القانون بقدسية تامة .

               لكن المؤسف هنا ، ان التسوية كأجراء مستبق لآجراءات تطبيق القانون ، كان قد سعى اليها ضباط الشرطة المفصولين منذ تسعينات القرن الماضى ، وصبروا عليها سنينا عددا ، وتحملّوا فى سبيلها كل الوعود الخلّب التى اعلنت فى اجتماعاتهم بدار الشرطة طيلة هذه الفترة ، وآخرها ان جميع ملفات الضباط المفصولين على مكتب النائب الاول لرئيس الجمهورية السابق ، وانها محل نظره واهتمامه ، ويبدو انه كان قد ادمن وجودها على مكتبه فابقاها امام ناظريه حتى رحيله عن منصبه ، ولا ندرى فى اى الاضابير قد اغلق عليها الآن .

             و الآن بدا جليا ان التسوية مع وزارة الداخلية ، لايكفها قرار جمهورى صادر بخطل سياسة الفصل التى طبقت واصابت هؤلاء الضباط كى تتم ، التسوية مع وزارة الداخلية تحتاج الى محفز ، الى بلاغات مفتوحة ضد وزارة الداخلية ، او ضد اشخاص بعينهم لعبوا ادوارا فى عمليات الفصل التى تمت ، وهو امر لا يستطيعه احد سوى الضباط المفصولين انفسهم .

                 

                 

                 

                 

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...