الأحد، 28 يونيو 2015

قيود النظر


                  فى حلقة (قيد النظر) التى استضاف فيها الطاهر على التوم الشيخ علاء الدين غبد الله ابو زيد وآخرين حول قضايا المرأة والولاية العامة ، كان ما يدعو للتسآؤل ، الاهمية التى تستحقها هذه القضية لتطرح فى بلد وصلت فيه المرأة اعلى الرتب والدرجات الوظيفية ، من وزير الى قاضى محكمة عليا ، ومن لواء فى المؤسسات العسكرية الى رئيس تحرير الصحف ، الى آخر ما وصلت اليه فى بلادنا من مكانة . هل نما الى علم الاستاذ الطاهر على التوم ، ان ثمة تراجع عن هذا التقدم الذى وصلت اليه قضايا المرأة فى بلادنا قد بات وشيكا حتى يثير هذه القضية فى برنامجه قيد النظر ام ان الامر مجرد اثارة اعلامية ؟

                   فالاثارة حاضرة بقوة فى القنبلة التى فجرها الشيخ علاء الدين ، بأستدعائه لأحدى مرويات التراث عن سيدنا عمر بن الخطاب ، والقصة بأختصار ارجو ألا يخل بأصل الحكاية ، ان سيدنا عمر حين اراد ان يمنع زوجه ارتياد المسجد ، تخفى عند بابه وضربها على مؤخرتها ، وامتنعت فى اليوم التالى عن الذهاب بحجة ان الناس قد فسدوا .

                    ما يهمنى فى هذه القصة التى ساقها الشيخ ابو زيد لتعزيز موقفه من القضايا مثار الجدل فى البرنامج ، ان النقل لم يزل يشكل حضورا وسندا قويا لدى البعض ، حتى وان كان مضمونه يشكل اساءة بالغة لأحد الخلفاء الراشدين ولعهد الصحابة بأسره .

                   فلنصحب العقل هنا لنرى نقائص هذه القصة بعيدا عن قيود النظر ، ونسأل انقسنا هذه الاسئلة :

1- هل كان عمر بن الخطاب (رض) وهو الخليفة الثانى من الخلفاء الراشدين ، فى حاجة الى التخفى ليأتى بفعل كفعل سفهاء الناس حتى يقنع زوجته بعدم ارتياد المسجد ، وهو الخليفة الذى امر الجيوش التى فتحت الامصار شرقا وغربا ؟

2- هل يعقل ان يكون ذلك الزمان من عهد الصحابة الابرار ، قد بلغ به السفه درجة تضرب فيه مؤخرات النساء على ابواب المساجد ، وتدفع زوج خلبفة المسلمين ان تشهد بفساده ؟ وهو ذات الخليفة الذى يخشى على نفسه ان يسأل اذا عثرت بغلة بأرص العراق لماذا لم يمهد لها الطريق ؟

                    لا شك ان الحاجة اصيحت ملحة للنظر الى التراث الاسلامى بعين فاحصة ومدققة ومحققة ، وفقا لمعايير علمية لم يعجز العقل الاسلامى يوما فى ابداعها ، تسد ابواب الزرائع التى صارت فى عالمنا الآن نصالا سامة تطعن فى جوهر الدين ورموزه .

الأربعاء، 17 يونيو 2015

نجونا


                     (سأل اعرابى ابن عباس : من يحاكم الناس يوم القيامة ؟
                                    ابن عباس : الله
                                   الاعرابى :  نجونا ورب الكعبة)

                     هذا الفرح الهتافى الجميل ، المؤكد بالقسم المحبب لأهل ذلك الزمان ، بقدر ما يؤكد سعة يقين وايمان ذلك الاعرابى بعدل الله احكم الحاكمين ، بقدر ما يعكس يأسه من عدل خلقه من حكام هذه الدنيا .

                     نجونا ، يا لها من فرحة انتقلت من مكانها وزمانها قبل اربعة عشرة قرنا لملاقاة يوم لا يعلم ميقاته الا الله ، ولكن الطمانينة التى ملأته بها فكرة ان يكون ميزان عمله بين يدى الله عزّ وجلّ ، استحقت انطلاقتها فرحة مدى الحياة .

                      الله ارحم الراحمين ، وهو ليس بهذا البعد الذى تنتظره فيه الى يوم القيامة ، فهو اقرب الينا من حبل الوريد ، وكريم كرما دائما على مدى خلوده ، واكثر كرما فى هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان شهر التوبة والغفران .

                     يقول رب العزة فى الحديث القدسى (كل عمل ابن آدم له الا الصوم ، فأنه لى وانا اجزى به) يا لهذا العطاء العظيم ، ان يهديك رب الخلق شهرا فى كل عام لتكون بين يديه خاصة ، وحدك بحالتك التى تشبه حالتك الاولى او الاخيرة فى يوم القيامة ، عطش وجوع وحرمان ، حالة الانسان المفقودة فيك بفعل اطماع الدنيا ، الانسان الذى فى حاجة دائما الى سقيا واطعام واشباع ، الى حميمية ، الى اخاء تؤثر فيه غيرك على نفسك ، الحالة التى ارادك الله ان تكون عليها فى هذه الحياة .

                     فأسق عطشك عطشا ، والقم جوعك جوعا ، وارم شهواتك بحجر او ارم بها فى بحر ، وكن بين يدى الله ونل جزاءك ، قال عليه افضل الصلاة والسلام (صوموا تصحوا) فالصحة هى حرصنا المستمر فى الحياة احدى هدايا هذا العطاء الجزيل فى هذا الشهر الفضيل .

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...