الأربعاء، 30 يوليو 2014

غزة تستحق الحياة


               
                      غزة مدينة مأهولة ببشر وليس بشياطين حتى تغلق عليها كل النوافذ ، مدينة مثلها مثل كل المدن تستحق ان تعيش كما تعيش رصيفاتها ، بميناء جوى وبرى وبحرى ، وتستحق ان تنشىء حدائقها ومنتزهاتها ومسارحها بدلا من الخنادق والانفاق ، ويستحق اطفالها حين ينظرون الى السماء ، ان يتغزلوا فى قمرها ونجومها بدلا من الترقب الوجل لصاروخ او قذيفة تطبق على منزلهم فجأة ، غزة مدينة تستحق الحياة .

                      مطالب المقاومة تلخّصت فى مطلبين ، وقف العدوان ورفع الحصار ، فهل يعقل ان يرفض اكثر الناس جنونا هذين المطلبين لوقف البشاعة التى تجرى بغزة الآن ؟

                       المصالحة الفلسطينية التى تمّت ووحدت الضفة والقطاع ، ازالت تعقيدات الوضع السياسى الذى اعقب انفراد حركة حماس بالسلطة فى غزة ، وتستطيع السلطة الفلسطينية بحكومة وحدة وطنية ادارة شئون القطاع بما يحفظ لجميع سكانه كافة حقوقهم وبما يطمئن المجتمع الدولى والاقليمى على سلامة الحركة على المعابر والموانىء ، بشرية كانت او خلافها .

                      كل الذى ينتظره الفلسطينيون الآن ، هو الضمانة الكافية لأشاعة حياة حرة كريمة فى الضفة والقطاع ، والضمانة الكافية ضد اى عدوان الى حين اقامة الدولة الفلسطينية ، فما الذى ينتظره العالم ليوقف هذه البشاعة التى تجرى بغزة الآن ؟
















الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الشرطة تسترد اعتبارا



                        القرار الجمهورى القاضى بترقية السيّد اللواء شرطة معاش احمد المرتضى البكرى ابو حراز لرتبة الفريق شرطة ، والتكريم الذى صاحبه بالحضور الرفيع لرموز السلطة ، اتخذ شكلا احتفاليا لرد الاعتبار لأحد رموز الشرطة من الذين طالتهم ظلما سياسة الفصل ، السياسة التى لا يزال يتجرّع مرارتها الكثيرون ، وبدا ايضا موقفا جديدا وقويا من خطل تلك السياسة التى اساءت بشدة لتأريخ الخدمة العامة فى السودان واضرّت بمؤسسات الدولة وشرائح عديدة بالمجتمع السودانى .

                       تأريخ السيّد الفريق شرطة احمد المرتضى البكرى ابو حراز بقوة الشرطة يفيض على هذه الرتبة التى تحلّت به ، وان يجد هذا التأريخ التقدير والاعتبار من اعلى سلطة فى البلاد ويأتى محمولا بقرار جمهورى ، امر يبعث على الشكر والامتنان ، ويثبّت يقين المظاليم بأن الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه ، وأنه عائد لأصحابه مهما طال الزمن .

                       التهنئة الحارة لسعادة الفريق شرطة احمد المرتضى البكرى ابو حراز ، والتهنئة موصولة لضباط الشرطة المفصولين ، فثمة ضوء فى نفق الظلم الطويل قد بدأ يشع بالعدل والانصاف ، والأمل قائم ان تتسع دائرته لتشمل كل صاحب حق .

                        والتهنئة موصولة لجهاز الشرطة الذى استرد اعتبارا مستحقا اضاف كثيرا لثبات هذه المهنة .



 ، 

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

خيار مر


                        ضاقت على ابى مازن الخيارات امام صلف وغطرسة اسرائيل فى الضفة ووحشيتها فى القطاع ، فلم يجد بدا من طلب الحماية الدولية للفسطينيين ، وفى تقديرى ان المجتمع الدولى الذى صنع اسرائيل ، لن يتوانى فى الاستجابة لهذا الطلب ، بل سيبذل جهده لأعداد مشروع مفخخ سنكتشف فى آخره انه صمم خصيصا لحماية اسرائيل .

                         فوراء كل حرب تشنها اسرائيل ، يأتى فى نهايتها مشروع حماية تحت مسميات مختلفة ، آخرها اليونيفيل فى جنوب لبنان ، وعندما يخرج الى الوجود مشروع حماية الفلسطينيين تكون اسرائيل قد اكملت حماية حدودها بقوات وعتاد وتمويل دولى ، لم يكلفها سوى ثمن الهجمات العنيفة التى شنتها على العزّل فى الضفة والقطاع .

                          ماذا عن الفلسطينيين فى المخيمات ؟ هل سيشملهم هذا المشروع ام سيظلون هدفا للمغامرات والمؤامرات الدولية الموسوسة بالتوطين واعادة التوطين ؟

                           انه خيار مر ، انتجته ببراعة العراقيل والعقبات الاسرائيلية التى وضعت بدقة فى طريق السلام ، وفشلت معها كل الجهود الدولية والامريكية من تخطيها لأنهاء هذا النزاع الطويل ، انه خيار لا يعنى سوى ان فكرة الحرب المسيطرة على العقل الاسرائيلى لم تدع خيارا آخرا للفلسطينيين المقتنعين بجدوى السلام ، ويعنى ان ثمة تطور جديد على مسار هذا الصراع سيبزغ الى الوجود فى ظل مشروع الحماية اذا تمّ .

                           احسنت ابا مازن ، آن الاوان ان يتحمّل المجتمع الدولى مسئولياته عن صناعته .

السبت، 12 يوليو 2014

قافلة من الوعى الى غزة


                       تستعد الآن اكثر من حكومة عربية واسلامية لتقديم المساعدات الطبية والغذائية لقطاع غزة ، ذات السيناريو المتكرر والمتزامن مع الهجمات الاسرائيلية على القطاع ، اى تستعد هذه الحكومات لتقديم اضعف الايمان لأنسان غزة المحاصر فى الداخل والخارج ، او تفعل ذلك لتبييض وجهها امام شعوبها الغاضبة من وحشية الحرب التى تشنها اسرائيل ، غاضبة من وحشية الحرب هنالك ومن صمت السلاح الخامل هنا ، و الذى لا ينشط الا على صدور من دفعوا ثمنه جوعا ومرضا وجهلا ، حتى بدا السلاح فى يد حكوماتنا متماهيا مع السلاح فى يد اسرائيل ، كأنما هذا الشعور الثقيل بالهزيمة المتكررة من اسرائيل احدى آليات السيطرة على الشعوب العربية ، تحرص عليها نظم الحكم كحرصها على كراسى الحكم .

                        قوافل الاغاثة تبدو فى احسن الاحوال اقرب الى حمولات علف متجهة الى زريبة خراف معدة للذبح قريبا ، فقد تكرر مشهد الحرب اكثر من مرة بذات الوحشية وذات النتائج مع ذات القوافل ، فذات الفكرة المسيطرة على اللاعبين فى القطاع تسيطر على اسرائيل ايضا ، وكذلك على بقية الدول التى تشارك فى اخراج المشهد بأشكال مشاركاتها المختلفة ، كأننا امام مقرر كريه ، علينا ان نصطلى بآلامه بين الحين والحين .

                      غزة ليست فى حاجة الى قوافل اغاثة ، غزة فى حاجة الى قوافل وعى واستنارة ، فى حاجة الى ان تتعلّم كيفية المحافظة على هذه الشجاعة النادرة التى تتحلى بها فصائلها ، وتدخرها للظرف المناسب والمكان والوقت المناسبين ، لا ان تهدرهما فى دورة عبثية تتجدد بين الفينة والاخرى ، غزة فى حاجة الى تنوير مستمر ليعلم الممسكون بأمورها انها جزء من فلسطين وليست جزءا من مشروع آخر يفرق بين الاشقاء ليفرق بينهم الارض ايضا ، عليها ان تكون فلسطينية فى كل ما تفعله وما تقوله وما تعيشه على الارض ، ليكون كل العرب والمسلمين بمختلف توجهاتهم فلسطينيين يقفون معها فى وجه الموت صفا واحدا .

                       اعلم ان غزة عظمة عربية عصيّة على الكسر ، وهى اقوى بأبنائها ، وستكون اكثر قوة بأشقائها .

الخميس، 10 يوليو 2014

ارض الموت بالصواريخ


                     يبدو لى مع هذه المجازر المتتالية على ارض فلسطين ، ان كل طفل صغير هنالك اخذ يحلم بصاروخ فى يده ، بصاروخ حقيقى وليس لعبة ، بصاروخ ينطلق من ذات المكان الذى شهد فيه مقتل ابيه او اخيه او قريبه ، ذات المكان الذى شهد فيه اذلال اهله وتدمير بيته واقتلاع زيتونته ، ثم يطلقه فى الاتجاه الذى اتى منه القتلة ، هذا ما صنعته اسرائيل بوجدان اجيال الفلسطينيين ، فقط الحلم بصاروخ ايّا كان نوع الرأس الذى يحمله الصاروخ .

                       الصاروخ صار يعنى ثأره وقصاصه ، صار يعنى وجوده ، وقريبا ستمطر سماء اسرائيل صواريخا بألف رأس ورأس ، فالعلم والتقنية لم تعد احتكارا لأحد ، فضاء الانترنت الممتد مع هذا الكون الفسيح يفيض بكل جديد وحديث ، وانسان فلسطين لا تنقصه العزيمة ولا المثابرة ولا الاجتهاد فى الوصول الى ايسرها صناعة واكثرها اذى ، وحينها لا عاصم من ويلاتها الا الرجوع الى الحق والعدل ، لا المخابىء ولا الملاجىء المحصّنة ولا باطن الارض ستحمى احدا ، لا قبة حديدية ولا غيرها ، ستنهمر الصواريخ طيرا ابابيلا تطلق موتا بألف لون والف شكل .

                        انهم الآن يطلقونها على بوابة القيامة ، ليطلقوا رعبا لا ندرى اين تقف حدود ضحاياه ، لقد استوى فى ناظرهم الموت مع الحياة ، لم تتركوا لهم فسحة من أمل ، لقد ماتوا كثيرا وبكثرة وبكوا كثيرا ، وهم الآن على وشك ان يقيموا مأتما جماعيا ستمتد احزانه وآلامه ودموعه الى اقصى مدى يمكن ان تحمله الريح او تسبقها اليه الأشعة .

                        يبدو ان عقل العالم الشره قد غرق فى آبار النفط وهم حماية اسرائيل ، فلم يعد يرى المجازر والدمار الذى تلحقه اسرائيل ببشر هنا انتظروا اجيالا واجيالا عدل هذا العالم ورحمته ، حتى بلغ بهم اليأس حدا ، كل مؤشراته تقول ان المنطقة برمتها وما جاورها موعودة بطقس جماعى لموت لم تشهده من قبل ، نحسه من على البعد ولا احد يدرى كنهه سوى اؤلئك الذين يواجهونه الآن فى غزة .

                       

                     

                     

                       

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...