السبت، 22 سبتمبر 2012

خلف هذا الجمال

لم يدهشنى هذا الذوق الرفيع فى اختيار الزى ، ولا الاكسسوارات ، ولا الديكور بخلفيته التى ابرزت جمال هذا التشكيل الرائع ، ما ادهشنى حقا ، هذه الطاعة العمياء التى استسلمت لمخيلة مسكونة بالجمال لتخرج لنا هذا المشهد المذهل، وما ادهشنى ثانية صاحب او اصحاب هذه المخيلة التى وجّهت هذه الطاعة الى هذا الفعل الجميل .


لماذا تنتج الطاعة العمياء عند البعض هذا الجمال وتنتج عندنا خلية مزيّنة بأحزمة ناسفة ؟
                     

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

محنة امريكا


                وودرو ويلسون (28 ديسمبر 1856 - 3 فبراير 1923 ) هو الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة الامريكية للفترة من 4 مارس 1913 الى 4 مارس 1921 ، استطاع عبر المبادىء الاربعة عشرة التى تقدم بها عقب الحرب العالمية الاولى الى الكونجرس الامريكى ان يؤسس لمعاهدات ومواثيق سلام عامة انبنت عليها العلاقات الدولية وكان من نتائجها انشاء عصبة الامم التى انتهت الى منظمة الامم المتحدة لاحقا ، الا ان اهم هذه المبادىء التى لايزال عالمنا اليوم يحتاجها بشدة هى :
              
              1- تخفيض التسلح الى الحد الذى يكفل الامن الداخلى
              2- وضع ادارة عادلة للمستعمرات تنفذ ما يحقق مصالح سكانها .

وقد الهمت هذه المبادىء شعوب العالم التى خضعت ازمانا طويلة للادارات الاستعمارية ، فسعى شبابها على هديها فى اقامة تنظيماته السياسية للتحرر من قبضة الاستعمار ، ورغم انتهاء الحقبة الاستعمارية الا ان الحاجة الى ادارات عادلة تنفذ ما يحقق مصالح سكان هذه المستعمرات السابقة صارت فى منطقتنا العربية والاسلامية ، الحلم المستحيل ، كما ان مبدأ تخفيض التسلح حسب احتياجات الامن الداخلى رغم انه مبدأ كان يخص اوروبا بالدرجة الاولى الا انه تسلل الى دول هذه المنطقة نتيجة لخطل السياسات التى اتبعتها الحكومات الوطنية وقاد عدم التقيد به الى ان يصير مشروعا ثابتا لدى الحكومات يستأثر بنسبة عالية فى ميزانياتها ظل يثقل على كاهل مواطنيها بحيث صار مستعمرا اشد قسوة من المستعمرين السابقين .

                وما يهمنى هنا انه وبالرغم من هذا التأريخ المشرق لأمريكا الذى وقف مع الشعوب المستضعفة بكل نبل ، نجد ان القوى السياسية التى بيدها النفوذ اللازم لصنع القرار السياسى او التأثير عليه فى منطقتنا ظلّت علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية مجسدة فى عبارة الرئيس اوباما عن الحكومة المصرية الاخوانية (ليست عدوا ولا حليفا) بل للمفارقة كانت علاقات النخب التى حكمت المنطقة فى معظمها قائمة بقوة مع الدول التى استعمرتها من قبل لأسباب اهمها الربط او التقييد الاقتصادى فضلا عن المخاوف الناتجة من السياسة الأستعمارية الذكيّة التى خبأتها فى الخريطة السياسية لحدود كل دولة وفى خريطة توزيعات السلطة والثروة داخل كل دولة وتبعا لذلك فقد قتل مبدأ تخفيض التسلح الى الحد الذى يكفل الامن الداخلى ومبدأ الادارة العادلة القادرة على تنفيذ ما يحقق مصالح سكان تلك المستعمرات او الدول المستقلة حاليا فليس هنالك فرق كبير بين وضعهم فى الحالتين .

               ونظرا لأن بقية المبادىء كانت تهم الدول الاوروبية وتشكل احدى معضلاتها الدامية فقد استأثرت بجل اهتمام الادارات الامريكية المتعاقبة ، وتزايد هذا الاهتمام مع قيام الاتحاد السوفيتى سابقا طوال فترة الحرب الباردة حيث اكتفت تلك الادارات بحلفائها الاوروبيين وبدت مجمل علاقاتها القائمة مع دول المنطقة مبنية من خلال علاقات الدول الاوروبية ، فمعظم القوى السياسية والاجتماعية البارزة فى المنطقة احتفظت بعلاقاتها مع مستعمريها السابقين دون ان يعنى ذلك انتقاصا من وطنيتهم ولكن طبيعة المشروع الاستعمارى فرض داخل مستعمراته السابقة واقعا ارتبط به ارتباطا وثيقا يصعب الفكاك منه الا من خلال انقلاب هنا او هناك اما معاديا كليا للغرب او متحالفا كليا مع امريكا كدولة تحظى بأولوية سياساته وموارده .

                  ثم نشأت القضية الفلسطينية كصناعة اوروبية محضة بريطانية الفكرة ، وتولّت امريكا الدفاع عن هذه الصناعة عقودا طويلة الى ان تبيّن لها اخيرا ما احدثته مواقفها منها فى المحافل الدولية من اضرار بليغة عجزت كل جهودها اللاحقة فى ايجاد حل نهائى لها مما شكّل طوال تلك العقود تأريخا من الكراهيّة وسط شعوب المنطقة ، وايّا كانت مبرراتها فى انتهاج تلك السياسة الا ان تلك السياسة قد ادت الى تحويل الغضب الشعبى الكبير الذى كان موجها الى (وعد بلفور) ليتجه مباشرة نحو امريكا .

                  الآن تبدو امريكا فى حالة خلق مستميت لحليف او حلفاء اقوياء فى المنطقة العربية والاسلامية ولأن معظم قوى المنطقة الكبيرة لها ارتباط تأريخى طويل مع دول اوروبا فأن المتبقى من قوى المنطقة كحركات الاسلام السياسى التى برزت بشكل منظم فى عدد من الدول العربية والاسلامية لاتزال تفتقد الى ثقة الشعوب وتتكاثر حولها المخاوف من برامجها الموضوعة التى شهدنا بعض ملامحها فى التجربة السودانية وفى قطاع غزة .

                  لقد بذلت امريكا فى السنوات الفائتة جهودا كبيرة لكسب احترام شعوب المنطقة بدءا بمواقفها الاخيرة من القضية الفلسطينية مرورا بمساندتها لقضايا الحريات والحقوق وانتهاءا بقطيعتها مع الانظمة القمعية ودعم التوجهات الديمقراطية الا ان ظل اوروبا الذى لازمها طويلا وقف حاجزا امام بناء علاقات قوية مستديمة بالمنطقة ، وتكفى الحالة الليبية نموذجا لذلك ، فسيناريو سقوط نظام القذافى بدأت اولى خطواته فى القمة الافريقية الاوروبية التى اعد لها وتبناها القذافى وحضرها اكثر قادة اوروبا دهاءا ومكرا يقف على رأسهم الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى الذى لعب الدور الاكبر فى اسقاطه ، ورغم ان اولى الهجمات العسكرية قد نفذها حلف الناتو بمعزل عن امريكا الا ان اشتراكها المؤخر الذى جرته لها اوروبا حملّها وزر العمليلت العسكرية كلها ودفعت ثمنه مقتل سفيرها ببنغازى ، السفير الموسوم لدى اوروبا بدوره البارز فى حسم الامور على ارض ليبيا ابان العمليات .

                امريكا فى محنة ليس للمنطقة علاقة بصناعتها ، وعليها العودة الى مبادئها التى تتحاكم بها فى ارضها وتبسطها على سياستها الخارجية لتخرج من تبعات هذه المحنة وعليها ان تعلم بأن معظم العناصر الموسومة بالنشاط والحيوية فى المظاهرات التى تخرج منددة بسياساتها هى اكثر العناصر حلما بأن تعيش فى ظل دولة كأمريكا .

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

زبد يذهب جفاءا


                   لا شىء فى هذا العالم يترك سدى ، لا الاديان ولا الرسل ولا الدول ولا الحكومات و لا التنظيمات ولا الاشخاص ، فالشر القابض على كثير من مفاصل الحياة فى هذا العالم ما انفك ينفث زبده فى وجه كل جميل على مر القرون ، وعلى مر القرون ظلّ الزبد يذهب جفاءا ويمكث فى الارض ما ينفع الناس ، و ذهبت من قبل الكتابات والحكايات والرسوم التى اساءت الى رسولنا الكريم هباءا ولم يبق منها الا شبح ميّت فى ذاكرة شريرة يحاصرها جماله كلما طفحت شيئا من نتانة مخزونها .

                   والشر الذى انتج واخرج الفيلم الأخير الذى خلّف وراءه ما خلّف من ضحايا ومن خراب ولا ندرى ما سيخلفه فى مقبل الايام ، يجب ألا نأخذ نتائجه فى كل من القاهرة وبنى غازى التى طافت بها الميديا العالمية بمعزل عن صراعات المنطقة بدءا من القضية الفلسطينية مرورا بالحرب على الارهاب وانتهاءا بصعود الاسلاميين الى السلطة ، فالعنف المفرط الذى صاحب مظاهرات الاحتجاج من قبل المسلمين الذين توجهوا الى مقار البعثات الدبلوماسية الامريكية فى كل من القاهرة وبنى غازى ، جاء مدفوعا فى تقديرى بثقل القضايا المذكورة آنفا وعلى وجه الخصوص عمليات الحرب على الارهاب ولا علاقة له البتة بنوايا غالبية جموع المسلمين المسالمة التى ارادت ان تعبّر عن غضبها من هذا الفيلم امام البعثات الامريكية فى كل من البلدين ، والدليل على ذلك نجده جليّا فى كثير من التغريدات على موقع تويتر والتعليقات على الفيسبوك التى ربطت مقتل الدبلوماسى الامريكى بعمليات القتل التى طالت الابرياء و تقوم بها الطائرات الامريكية بدون طيّار فى المناطق التى تدور فيها عمليات الحرب على الارهاب ولأن ابناء مصر وليبيا داخل التنظيمات الاسلامية المتشددة هم العناصر الاكثر فاعلية فى مواجهات تلك الحرب، فمن البداهة ألا تمرر فرصة الحشود امام البعثات الدبلوماسية دون ان تقوم بتنفيذ عمل ما ، والسيرة الذاتية للسفير الامريكى التى نشرتها البى بى سى العربية والتى توضح ارتباط السفير المبكر بمنطقة المغرب العربى وموقعه العسكرى الرسمى ابان عمليات الناتو فى مواجهة نظام القذافى تؤكد ان الراحل من الطبيعى ان يكون هدفا سمينا لأكثر من جماعة مسلحة فى ليبيا سواء تلك المؤيدة للنظام السابق او تلك المرتبطة بتنظبم القاعدة ولا علاقة لمقتله بجموع المسلمين الليبيين الذين استفزتهم الاساءات التى الحقها الفيلم برسولنا الكريم .

                    اما فى القاهرة فأن الأجندة السياسية كانت الاغلب حضورا فى الحشود التى احاطت بالسفارة وكان استهدافها للعلاقة التى ربطت الاخوان المسلمين الذين صعدوا الى السلطة اخيرا بالولايات المتحدة الامريكية اقوى من تعبيرها عن الغضب من الاساءات التى طالت رسولنا الكريم فى الفيلم الذى اتاح مناخ الحريات بأمريكا لصانعيه الاشرار ان ينجزوه ليصيب بعفنه اول ما يصيب الارض التى تم انجازه عليها ، فالأسئلة التى طرحت اثناء وعقب التظاهرة ومن قيادات اسلامية بارزة فى مصر تسآلت عن غياب وخفوت صوت الاخوان المسلمين فى هذا التجمهر الذى خرج (لنصرة الرسول) .

                     ان الاضرار التى تسببها الاساءة للأديان على صعيد العلاقات بين الدول وعلى صعيد الضحايا الابرياء تستوجب من المجتمع الدولى ان يتحرك عاجلا لحسمها نهائيا ، فحرية التعبير لا تعنى ايذاء مشاعر الملايين من اتباع الاديان .

                    
                    
                    

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الهام شياطين



                     الجدل الذى دار فى مصر حول الاساءات البذيئة التى وجهها الشيخ الدكتور عبد الله بدر استاذ التفسير وعلوم القرآن للممثلة الفنانة الهام شاهين ، يبدو فى ظاهره شأنا مصريا عاديا محضا لولا اقحام الدين فيما نتج عن هذه الأساءات من تداعيات ، فالجرأة التى استلّ بها الشيخ حديثا مما رواه البخارى واحمد ليسند موقفه فى سبه البذىء ، اضافة لأتكاءته العجلى على نص قرآنى ، ادخل المتابع لهذه القضية فى حيرة عما اذا كان المستهدف من وراء هذا السب البذىء هو الهام شاهين ام هذه النصوص التى استند عليها ؟
   فحينما ينسب قول فى شئون الدين لأستاذ فى التفسير وعلوم القرآن فأن هذا القول يكتسب من المصداقية والقبول حدا يضعه فى مصاف الحكم القاطع لدى كثير من المسلمين ، ويصبح القول لدى غير المسلمين شهادة مؤكدة من شاهد لا تقبل شهادته الطعن ، وشهادته فى حالة الهام شاهين تقول وفقا لما استند عليه ان السب المقذع والبذىء فى ديننا و ثقافتنا امر جائز ولا تثريب فيه ، ولكن ذات الشهادة حينما نأخذها بوصفه استاذ التفسير وعلوم القرآن تأخذنا مباشرة الى سجالات عصر التدوين ومسائل الجرح والتعديل والجدل الطويل الذى دار وما زال يدور حول النص القرآنى والحديث حتى بلغ فى حالة الهام شاهين لدى بعض المغالين من المعلقين على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى بالفيسبوك وتويتر حدا طالت فيه تعليقاتهم القرآن الكريم ، فهل نلوم الدكتور عبد الله بدر على هذه الجبهة التى فتحها بكل ما تعتمله من نيران ؟.

                    مع تقديرى الكبير للفنانة الممثلة الهام شاهين ، ومع قناعتى التامة فى مشروعية حقها فى الدفاع عن نفسها وعن سمعتها ، الا ان الواقعة تبدو لى فى الاطار السياسى الذى يحكم مصر الآن ، احدى الاختبارات القاسية التى تواجه اى تنظيم يصل السلطة بنهج دينى  وتواجه مواطنيه بقدر اكبر، والهام شاهين فى هذا السياق تبدو زريعة او ضحية لأجندة تسعى لمواجهة الحكم القائم بحكم الدين الذى اتخذه منهجا للوصول الى الحكم ، وهى بداية تشى بمستقبل غائم بشتى الاجتهادات الدينية التى يبدو السب اهون امرها ، ففى مثل هذا المناخ يبدو موقف الدكتور عبدالله بدر اكثر اتساقا واقوى حجة من مشهد لممثل سينمائى او مسرحى يسعى لبسط قيمة انسانية رفيعة والخشية كل الخشية ان يتلبس احد النافذين الهام الشياطين فينتقى ويشيع بوعى منه او بغير وعى مما سكت عنه علماؤنا الاجلاء على مر العصور رحمة بالاسلام والمسلمين واستجابة لمقاصد الدين الرامية لتهذيب البشر وبسط السلام والطمأنينة والامان فى مجتمعاتهم .

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...