الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

هنا حرب فأنت محارب


                   الحرب اسوأ ما فى تأريخ البشرية ، ولا يظنن احد انها بعيدة منه مهما ابتعد ميدانها مئات الاميال ، ستجدها حاضرة حتى فى كوب الماء الذى تشربه ، وحاضرة فى احلامك وكوابيسك ، وحاضرة فى كل فعل اعتدت عليه من بداية يومك الى نهايته ،
  اسوأ ما فى الحرب انها اذا قرعت طبولها فأنت محارب سواء اكنت معها او ضدها ، انها ساحة فى اتساع مستمر ولا تقبل الحياد ، لا منأى منها الا بوأدها فى حينها ، واجمل ما قيل فيها ( الحرب مجزرة بين اناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض ) .
                   
                  فكلما انهارت مفاوضات لوقف الحرب او ابعاد شبحها ، لا تبحث عن اى الاطراف تسبب فى انهيارها ، بل اى الافكار تسببت فى انهيارها ، واى افكار تهرب الى اجندة بعيدة عن اسباب الحرب مهما احتمت بالجغرافيا والتأريخ والعرق واستبداد القوة ، تتراءى لى افكارا صادرة من سحالى قادمة من مجرّة بعيدة لا تحيا الا على دماء البشر - هذا القول قياسا على قول احد علماء الفضاء الذى وصف حكام عالمنا بأنهم سحالى فضائية - فالمفاوضون من اى طرف كانوا هم فى الواقع رسل سلام ، ويجب الا ينهوا هذه المهمة بتحريض يقود الى الحرب وانما اذا تعذّر عليهم الاستمرار فى التفاوض ،  ان يختموا جولتهم بتصريح متواضع يقول (هذا اقصى ما وصل اليه عصفنا الذهنى لأنهاء هذه الحرب ، فأبحثوا عن آخرين اعلى قدرة منا) .

                     كل مرة تذهبون فيها الى الحرب ، تعودون الى ذات المائدة بجراحات اثقل من سابقاتها ، فأى جنون هذا الذى يجعل من ارواح البشر ودمائهم وقودا للعقل كى يرعوى ؟

                     علينا ان نواجه حقيقة ان للسلام ملايين الطرق ، وان اغلاق العقل على فكرة او مشروع او اى هوى آخر ، هو طريق الحرب الوحيد ، افتحوا عقولكم وقلوبكم على مصراعيها لتتسع لكم هذه الارض او ليصعد كل الى جبله بدلا من هذه المجازر المؤلمة .
                  

                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...