الاثنين، 28 أبريل 2014

فقط العن المال


                         اذا صادفت اى مشكلات كبيرة فى حياتك ، واخذتك الحيرة الى آخر حدودها وردتك خائبا الى حالتك الاولى ، وضاقت بك الحياة حتى بلغ حجمك سم الخياط ، انظر الى القائمة ادناه واختر منها ما شئت :

                         امريكا
                         الاتحاد الاوروبى
                         الصين وروسيا
                         البنك الدولى وصندوق النقد ومؤسسات التمويل العالمية
                         حكومات العالم الثالث الهاربة من حقوق وحاجات شعوبها
                         السياسيون الفاسدون المفسدون فى وطنك
                         رجال الدين الزائفون
                         رجال المجتمع الصامتون عن الحق
                         رجال المال الملتحمون بالجريمة
                         المرتشون المرتشون المرتشون المرتشون
                         النجوم المصنوعة زيفا من قبل غيلان الاحتكار
                         الوشاة الكاذبون المندسون فى محيطك
                         المغنون المهرجون المفروضون على الاسماع
                         الكتاب المضللون
                         التنظيمات الارهابية

ويمكنك ان تضيف لهذه القائمة ما تشاء من الاجسام البارزة فى مجتمعك والتى ترى انها تلعب دورا بارزا فى ضنك الحياة ، ثم اصرخ بملء فيك (لعنة الله على المال) فكل دورة يدور بها هذا الكابوس ، ترقص القائمة اعلاه على ترسه وهو يدهس حاجاتك واحلامك وامانيك ويأخذ فى الاخر حياتك نفسها .

                          فقط العن المال .

السبت، 26 أبريل 2014

الفساد اشد من القتل


                         ينسب لأبن خلدون القول المأثور (اذا عمّ الفساد فى الدولة فان اولى مراحل الاصلاح هى الفوضى)
                       
                                     والفوضى هى فى ابسط تعريف لها ، انعدام النظام والقانون والقيم والاخلاق التى تحكم حياة البشر ونشاطهم ، ويبدو قانون الغابة اكثر رقيا وتهذيبا من حالتها ، لا احد يستطيع ان يرى داخلها موضعا آمنا ، ولا احد داخلها يستطيع ان ينال حقا او يحمى حقا ، فكل شىء بفعل قوة همجية جماعية منفلتة ، مباح و مستباح من الاموال الى الارواح ، هذه هى الفوضى التى ينتجها الفساد ، ولو اتينا بزرقاء اليمامة لتقول لنا ما ترى فيها ، لن تستطيع ان تقول سوى :

                         انى ارى شوارعا قد استحالت انهرا من نيران
                        وبنايات استطالت قناديلا من لهب
                        وساحات تبدو حقولا من جحيم تستسقى بالحقد وبالغضب
                         اما المدينة فقد صارت مدخنة كبيرة
                         لا ارى شيئا وهذا الدخان

         ولكن لللأصلاح اساليب اخرى لا تحوّج الدول الى هذه المشاهد المفزعة  ، انه ببساطة لا ينظر الى القانون كتابا منزلا من السماء اذا عجز عن كبح الفساد ، وانما يبتدع قوانينه الخاصة لردع الفساد وتجريده من كل ما انتجه من مصالح ، فالفساد هو خطر البشرية الاعظم (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فقد قدمته الملائكة على القتل ،  ، فهو اشد من القتل لا يعترف بسلطة او نظام ، ولا ينتمى لسلطة او نظام ، انه غول مستقل عبر العصور ، يعرف كيف يخترق النظم والقوانين والبشر من نقاط ضعفها ليكون هو الدولة والنظام والسلطة ومالك كل شىء ، فألجموه الآن قبل ان يأكل الوطن .

الأربعاء، 23 أبريل 2014

قانون للحماية من القانون


                       السجال القانونى حول قضية شركة الاقطان بين وزير العدل الحالى ووزير العدل والنائب العام السابق يبدو مناحة على احتضار فكرة القانون عند عامة الناس ، ويبدو من جانب آخر جرد مخز لحصيلة تشريعات ربع قرن من الزمان اهم سماتها العجز  فى مواجهة الفساد وردعه ، والعجز فى حماية المال العام ، والعجز فى حماية حقوق الناس وممتلكاتهم واموالهم ، والامثلة (على قفا من يشيل) .

                        النواحى الفنية التى يدفع بها الاستاذ عبد الباسط سبدرات ، قد تكون ثغرة قانونية كافية لنجاة من افسد من عقاب رادع ، وثغرة قانونية كافية للأفلات بحصيلة وافرة من المال المنهوب ، لكنها تجرح فى الأجراءات الشكلية التى اختتمت بها القضية برمتها وبأطرافها ايضا ، فهذه قضية مال عام ، حتى الاستاذ عبد الباسط سبدرات نفسه صاحب حق فيه ، وفى تقديرى ان هذ الحق العام يقتضى موقفا اخلاقيا مغايرا يكون مصاحبا لكل خطوة فى كافة اجراءات القضية لتخرج بيضاء من غير سوء .

                         كيف للمواطن السودانى ان يحس بالامان فى ماله ومال الدولة وهو يشاهد ختام هذا الفصل السريالى من مسرحية على هذا القدر من الفساد ؟  كيف يطمئن الى القانون والقائمين عليه حينما يكتشف فى آخر المشهد طبيعة صياغاته بمروناتها الاخلاقية العالية ؟ اى عقل داهية ذاك الذى استطاع ان يشيع فى تأريخ القضاء السودانى هذه الثقافة القانونية الجديدة التى جعلت القانون فى فكر الناس يفقد مفهومه الراسخ كميزان للحق والعدل والانصاف وينحى ليكون اداة مثلى لتطبيق المثل القائل (المال تلتو ولا كتلتو) ؟

                         بالطبع لا استطيع ان الوم الاستاذ عبد الباسط سبدرات فى مرافعاته فى قضية الاقطان ، فهذا واجبه المهنى وحق الاطراف المتهمة فى القضية ، بل اجده بموقفه المتشبث والمتمسك بما وصلت اليه الاحكام النهائية وبالشكل المتحدى الذى تناقلته الصحف صباح اليوم ، كمن يلفت انظار الناس فى هذا البلد الى ما تحتويه القوانين التى تحكم نشاطهم من ثغرات من شأنها ان تنتج ذات الخاتمة التى انتجتها فى قضية الاقطان اذا تواصل تقديم قضايا الفساد النائمة والمستترة الى القضاء .

                          وبالطبع لن استطيع ان الوم كل من اتخذ منه موقفا اخلاقيا لدوره فى هذه القضية ، فهو استحقاق مماثل لأستحقاقه منها ، ولكن كل هذه المواقف التى افرزتها قضية الاقطان لن تجدى نفعا الا بقانون خاص يحمى المال العام من القانون السائد .

الخميس، 10 أبريل 2014

ان اعرفك وحسب


                       من اين جاء سوء الظن هذا ؟ يقينى ثابت لايهتز ولا يتزحزح ، فأنت لا زلت فى عقلى وفى قلبى سيّد تلك اللحظة التى امتلكتنى كلى ، امتلكتنى ولا اريد التحرر منها ، فاحب شىء الىّ ان اكون بين يديك ، ان اكون ملك يديك ، ان انسى نفسى فيك فلا اعد افكر فيك او فىّ او فى اى شىء ، هل انا الآن فيك ام انت وحدك الذى فىّ ؟ ماذا افعل كى اكون كما تريد ان اكون ؟ 

                         انا اعرف ماذا اريد ، اريد ان اكون لك وبك وفيك ولا اريد منك شيئا ، فأنت الآن منى كما قال سيّدى الحلاج (فلا تنفست الا كنت فى نفسى تجرى .. بل الروح فى مجاريها) ما اجملها رفقة .. رفقة سادتى العشاق ، تحررك من ظنك وتحررنى من عجز لسانى ، فهاهو مولاى جلال الدين الرومى يقول لك :
 
                       (ذات يوم كان لى الف رغبة ، لكنهم تلاشوا جميعا فى رغبتى الاكبر ان اعرفك .. اعرفك وحسب)

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

الشيطان يكمن فى الآلية


                        الحوار صار مطلبا عاما ، حكومة ومعارضة وحركات مسلحة وشعبا فاض به القهر والشقاء ، وثمة امل كبير بدأ يلوح فى الافق بأن الوطن خطى اولى خطواته فى الطريق الصحيح ، وهذا القدر من الثقة الذى تحقق فى اولى جلساته التشاورية ، والسعى المنشود لأتساعها لتشمل بقية القوى المتحفظة والمعارضة والممانعة ، يبشر بأن قدرتنا على حل ازماتنا كافية دون الحاجة لعون من الخارج ، فقط كل الذى نحتاجه فى هذه المرحلة ان يظل تمسكنا بالحوار قائما مهما كان قدر التدخلات المحلية والخارجية ، فهذه المائدة المستديرة التى جمعت هذا الشمل ويأمل المرء ان تجمع كافة قوى السودان قريبا ، من الافضل ان تظل قائمة بثقل الجراح الحالية والتأريخية والتى طالت معظم بيوتات هذا الوطن فى جميع اتجاهاته ، بدلا من ان نسعى اليها لاحقا بجراحات اكثر ثقلا ، فكل حرب وكل صراعات آخرها مائدة للتفاوض والحوار .

                         وقد يبدو واضحا للمراقبين السودانيين من اهل الوجعة الذين ليس لهم لا فى عير او نفير الصراع السياسى ، ان البداية وان كانت مبشرة الا ان الوقوف المتحفز عند الآلية والاقتراحات التى قدمت حولها ، امر يدعو للمخاوف ويقود الى الاحباط من ان تكون فكرة المحاصصة هى دليل هذا الحوار الذى تنعقد عليه آمال كبيرة ، كما تبدو متكأ مريحا للشيطان ليمارس لعبته المفضلة فى الفركشة والعبث بدماء السودانيين .

                          اتركوا مسألة الآلية لجامعة الخرطوم ، فهى الاقدر والاجدر فى ادارة مؤتمرات الحوار ، ولتتفرغ كافة قوى المجتمع السودانى لطرح رؤاها ورؤياتها للخروج من ازمات هذا الوطن المزمنة ، فهذه فرصة قد لا تتكرر فى القريب العاجل ، خاصة وان هذا الشعب الصابر الصبور والذى لم يحظ فى خضم هذا الحراك بما يعزز ثقته فى الحكومة او المعارضة لا يزال يعشم بأن يخرج هذا المؤتمر بما يضمّد جراحاته ويعوّضه عن سنوات العسف العجاف .

                           تمنيت ان تمتلك الحكومة القدرة على معالجة قضيتين مع بداية هذا الحوار وان تجد هذه المعالجة الدعم القوى من المشاركين فيه من  قوى المعارضة ، وهما الاراضى والمفصولون ، فهاتان القضيتان تجلّت فيهما الدولة خصما مستبدا تجاه ممتلكات ومعايش مواطنيها المفترض ان تكون تحت حماية الدولة ورعايتها ، فمعالجتهما من شأنها ان تعزز ثقة المواطن فى الدولة والحكومات القائمة على امرها ، وستزيل فكرة ان القانون صار اداة للأحتيال اكثر منه ميزانا للعدل والانصاف بعد ان عايشوا عسف صياغاته التى اطاحت بآمال عشرات الآلاف  .

الأربعاء، 2 أبريل 2014

نهر الاحزان


                      نهر الاحزان لا يرتوى فها هو شاعر الشعب ايضا يعبر نهر الاحزان ويعلّم الموجات كيف تغنى ، شاهدت وسمعت ، وبيوت غفيرة اصطفت على ضفتى شارع الثورة ، شاهدت وسمعت امواجا بشرية مبللة بالحزن تغنى (ماك الوليد العاق لاخنت لا سراق) ، و (بابا مع السلامة) ، هكذا كان يغنى لأبناء الشعب وما كان يدرى وهو ابنه الللصيق انه كان يغنى لنفسه ، فكلهم فى هم الوطن واحد .

محجوب شريف
                       ومثلما غنى الخليل ، ومثلما غنّت مهيرة ، ومثلما غنى محبو هذا الوطن ، غنى محجوب (الشعب حبيبى وشريانى) انه الشعب لا حق الا حقه ولا هم الا همه ، انه الشعب ، يعرف من عدوه ومن صليحه ومن حبيبه الذى يحبه ، هكذا يحتشد عند وداعهم ويغنى ، فيا شريان محجوب لا تحزن انه وامثاله احياء عند شعبهم يذكرون .

                        رحم الله محجوب شريف رحمة واسعة ولأسرته ورفاقه وجماهيره حسن العزاء .

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...