السبت، 26 أبريل 2014

الفساد اشد من القتل


                         ينسب لأبن خلدون القول المأثور (اذا عمّ الفساد فى الدولة فان اولى مراحل الاصلاح هى الفوضى)
                       
                                     والفوضى هى فى ابسط تعريف لها ، انعدام النظام والقانون والقيم والاخلاق التى تحكم حياة البشر ونشاطهم ، ويبدو قانون الغابة اكثر رقيا وتهذيبا من حالتها ، لا احد يستطيع ان يرى داخلها موضعا آمنا ، ولا احد داخلها يستطيع ان ينال حقا او يحمى حقا ، فكل شىء بفعل قوة همجية جماعية منفلتة ، مباح و مستباح من الاموال الى الارواح ، هذه هى الفوضى التى ينتجها الفساد ، ولو اتينا بزرقاء اليمامة لتقول لنا ما ترى فيها ، لن تستطيع ان تقول سوى :

                         انى ارى شوارعا قد استحالت انهرا من نيران
                        وبنايات استطالت قناديلا من لهب
                        وساحات تبدو حقولا من جحيم تستسقى بالحقد وبالغضب
                         اما المدينة فقد صارت مدخنة كبيرة
                         لا ارى شيئا وهذا الدخان

         ولكن لللأصلاح اساليب اخرى لا تحوّج الدول الى هذه المشاهد المفزعة  ، انه ببساطة لا ينظر الى القانون كتابا منزلا من السماء اذا عجز عن كبح الفساد ، وانما يبتدع قوانينه الخاصة لردع الفساد وتجريده من كل ما انتجه من مصالح ، فالفساد هو خطر البشرية الاعظم (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فقد قدمته الملائكة على القتل ،  ، فهو اشد من القتل لا يعترف بسلطة او نظام ، ولا ينتمى لسلطة او نظام ، انه غول مستقل عبر العصور ، يعرف كيف يخترق النظم والقوانين والبشر من نقاط ضعفها ليكون هو الدولة والنظام والسلطة ومالك كل شىء ، فألجموه الآن قبل ان يأكل الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...