الأحد، 31 مارس 2024

امريكا فى مشروع الجزيرة

و.                       الشركة الزراعية التى انشأت مشروع الجزيرة هى شركة امريكية كان مقرها بلندن ، وظل منذ انشائه مفخرة للادارة البريطانية دون أى أثر لذكر امريكا فكلاهما روح واحدة فى جسدين ،

                   والحقيقة فالمشروع يعد مفخرة ببنياته التحتية التى ظلت صامدة مع الزمن رغم محاولات التجريف التى طالته عمدا كان ذلك ام بفعل الازمات الاقتصادية والمالية التى تحل بالبلاد بين حين واخر او اهمالا ، وهو صمود لا يماثله سوى صمود انسانها الذى تمسك بالارض بقوة كالجبال فى كل المنعطفات التى كادت ان تنزلق بالمشروع الى ايد اجنبية ، الامر الذى حافظ على المشروع شامخا يؤدى دوره العظيم فى السمو بحياة هذا الوطن وشعبه.

                   هذه المقدمة اتت ضرورتها من الغرابة التى احاطت الموقف الامريكى من هذه الحرب القاتلة المدمرة التى ارخى لها الحبل حتى تمددت الى واحد من اكبر مفاخرها فى السودان مشروع الجزيرة ، واتجهت هذه الايام الى عملية تهجير قسرى او طوعى بفعل سيطرة الدعم السريع واخذ يلاحق قرى المشروع قرية قرية ، الأمر الذى ايقظ فى وعى الناس الهواجس والمخاوف والاحاديث القديمة التى دارت فى اواخر سنوات الانقاذ حول احتمال عرض المشروع فى سوق الاستثمار ، الامر الذى فتح شهية المحيط الاقليمى والدولى للتسابق للاستحواز على هذه الجنة المنسية المهملة ، ألا ان صمود قرى المشروع بانسانها شكل عقبة كؤود امام المستثمرين ذات تكلفة متشعبة عالية ستترتب على اياولة الملكية .

                     الان يبدو هذا التهجير القسرى او الطوعى الناتج من سيطرة الدعم السريع عملية ممنهجة لأزالة اقوى العقبات الواقفة أمام طرحه للاستثمار .

                    والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة: ما الذى يجرى حول هذا المشروع? او بصياغة اكثر دقة ، مالذى جرى خلف هذا المشروع ?

الثلاثاء، 2 يناير 2024

بين الوحدة والانقسام


               احدى آفات المشاريع السياسية فى السودان التى تسعى لمعالجة قضايانا الكبرى ، افتقادها الى الاخذ فى الاعتبار موقف الاخرين منها ، أو استباقها الى ما يمكن ان يشكله الاخرون من عقبات امامها بتكتيك لا يخل بجوهر المشروع وانما يترك مساحة للآخر لا تدعه ان يكون عقبة ان لم تجذبه ليكون جزءا من المشروع او بسياق آخر مساحة تتيح له البناء على ذات المشروع لتربطه عضويا به .

         العقل السياسى السودانى مطالب اليوم ان يرتفع فوق خصوماته وتنافسه المحموم حول السلطة فهذه مرحلة قد تخطتها الحرب القاتلة المدمرة بكل بشاعاتها التى افرزتها ، واصبحنا اليوم امام وطن ينسرب من بين ايدينا بفعل مشاريعنا القاصرة ومواقفنا المتماهية معها ، ولا خيارات متاحة امامنا فى تقديرى سوي ان نعيد بناء هياكله بأتساع يتيح اوسع مشاركة لأبناء وبنات هذا الوطن دون الاخلال بالحقوق التأريخية المشروعة المتجسدة فى الحق الثقافى والدينى و ملكية  الأرض ، فهل من سبيل الى ذلك ام يمضى بنا التضييق الى التقسييم بديلا ؟

           

       

          

        

  

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...