الثلاثاء، 15 مارس 2016

حذب الله الأرهابى


                    يشفق المرء على مستقبل لبنان فى ظل تطور موقف المملكة العربية السعودية منه ، فبعد وقف مساعداتها التى كانت تشكل احدى الدعامات الامنية فى لبنان ، والتى جاءت على خلفية مواقف حذب الله من المملكة ، جاءت حملة الدبلوماسية السعودية التى نجحت فى ان تصدر قرارا من الجامعة العربية ، أعتبر حذب الله منظمة ارهابية ، وييدو ان المملكة فى ظل تطورات مواقفها تجاه لبنان ، تمضى  الى قطيعة تامة .

                   السعودية بلا شك لاعب اساسى فى المنطقة ، واتسمت سياساتها تجاه الصراعات التى تدور فيها ، بالهدوء والنعومة طوال العقود الفائتة ، ويشهد تأريخها ذاك على نجاحها فى تحقيق انجازات بارزة فى العديد من القضايا التى أرّقت المنطقة طويلا ، كما شهدنا ذلك فى حرب 1973 ، والحرب الاهلية فى لبنان ، وغيرها من القضايا التى حسمتها خلف الكواليس ، وهى تدرى بحكم موقعها الاقليمى كقوة اقتصادية ، وكأرض الحرمين الشريفين ، وراعية لشعيرة الحج التى تشكّل الركن الخامس فى الاسلام ، بحكم هذا الموقع الذى صعد بها الى مجموعة العشرين بكل ما تمثّله من ثقل ، لا شك انها تدرى حجم المخاطر التى تواجهها على صعيدها الخاص وعلى صعيد المنطقة ، وبالتالى فأن مواقفها ينبغى ان تتخذ بذات الدقة والاعتدال الذى اتسمت به .

                   الرئيس الامريكى اوباما ، دعا قبل ايام ، ان تعمل السعودية على تقاسم المنطقة مع ايران ، والنظر الى مواقف المملكة تجاه لبنان فى ظل هذه الدعوة ، يعنى ان لبنان الذى كان يشكل احد مراتعها ، فى طريقه الى الخروج نحو موقعه القديم ، النقطة الساخنة فى صراع فارس مع الروم .

                   حذب الله  يصنف فى النظر العام كتنظيم مسلّح ، صنعته الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على لبنان ، والتى اكتوى بنيرانها موطنه فى الجنوب المتاخم للحدود الاسرائيلية ، ولكنه كحذب سياسى مع السلاح الذى يحمله فى يده ، يبدو نشاذا فى ساحة الديمقراطية اللبنانية ، خاصة عندما وجه سلاحه الى الداخل فى عدة مرات للتأثير على القرار السياسى ، فسلاح حذب الله احدى مشكلات لبنان الكبرى التى تحتاج الى دعم اشقائه ، وتحتاج الى تطمين حذب الله من قبل المجتمع الدولى ، بتقديم الضمانات اللازمة لكى يتخلى عنه ، والارهابى فى النظر العام ، هو ذلك الذى يفجّر الاسواق والمساجد والدور الحكومية ، واى موقع يتجمهر فيه الناس ، ويسقط جراء هذا العمل الاجرامى مئات الضحايا الابرياء ، فالخلط السياسى هنا لا يخدم قضايا لبنان ولا قضايا الحرب على الارهاب .
                 لا ادرى ما الذى يدفع المملكة العربية السعودية الى هذه المواقف المتشددة ، وقد استطاعت ان تنجز فى زمن وجيز تحالفا عسكريا وسياسيا يعد الاكبر والاول تقريبا فى تأريخ المنطقة .

                   

                   

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...