ينبح وينبح وينبح ولا يكف عن النباح ابدا ، ينبش وينهش فى القلب كفلاح يقلّب فى حقله ، ينبش وينهش حتى لا يبقى فيه اثرا لذكرى ، ثم يتسلل الى شرايينك وهو ينبح وينبش وينهش ما تبقى من اطياف لذكرى ايامك ، هكذا دأبه الى ان يصيبك بسعر يطبق على رئتيك ويصارع انفاسك ليلا ونهارا ، فيشتعل صدرك بالحمى لتتنفس مثل فرن ملتهب ، ثم يفترسك الاعياْْْْْء والتعب ، وتصبح حالتك هى ذات المصدر القديم للشعر والحكايات والقصص ، امرأة اطلقت داخلك كلبا من الجحيم .
هذا كل ما استطعته من تفسير وتصوير لكلب الشاعر والقاص والروائى الامريكى من اصل المانى تشارلس بوكوفسكى 1920 - 1994 حينما قرأت عنوان احد دواوين شعره ( الحب كلب من الجحيم ) .
ولو قدر لى ان ارسم لوحة غلافه ، لرسمت تلك المرأة التى استهلك جمالها القصص والروايات والاشعار ، وهى تمسك بيد رسنا مربوطا على حلقة حول رقبة كلب ضخم قاتم اللون ، ويتدلى من فمه لسان احمر وتنفث عيناه شرا مستطيرا ، وتشير بيدها الاخرى محرضة الكلب على قلبك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق