الجمعة، 28 يناير 2011

مصر الثانية


                      موجة الثورة التى انطلقت من تونس ، شروطها قائمة على امتداد الوطن العربى من الخليج الى المحيط ، فخريطة هذه المنطقة ملأى بسلسلة طويلة من مهاوى السقوط ، تجدها باينة فى شوارع مدنها الخلفية ، وفى احاديث اغلبية بيوتها المحاصرة بقضايا لقمة العيش والعلاج والتعليم والعمل ، ومن قبل ومن بعد بالخوف الذى اصبح اساس الحكم فى نظر حكام منطقتنا ، حتى اصبحت الاوطان فى ظل هذا القهر كما قال مظفر النواب ( سجون متلاصقة سجان يمسك بسجان ) .

                     والمؤلم حقا ان حكومات المنطقة تبدو فى قيامها بأدارة شئون الحكم على عقيدة واحدة ، لا ترى فى المواطن سوى عدوها الاساسى ، وبلا خجل او حياء توثق نظرتها هذه وبيدها فى دساتيرها وقوانينها وميزانياتها ومؤسساتها الكابحة التى تعددت اوجهها ومهامها وازياؤها حتى اوشكت هذه الاوطان ان تصبح مجرد ثكنات عسكرية  فى حالة استعداد لحرب وشيكة مع مواطن مسكين كل احلامه هى عمل يؤمن له لقمة عيش شريفة ومسكن وعلاج وتعليم لأسرته .

                      والثورة التى تشهدها شوارع مصر الآن جاءت متأخرة من شعب صعد مع عبد الناصر من حفر الاقطاع التى رزح تحت نيرها طويلا الى ذرى حياة كريمة اشرأب اليها العالم برمته ، فشعب هذا تاريخه من العيب على قيادته التى ورثت هذا التاريخ ان تغمض عينها عن معاناته وعن قضاياه وعن تطلعاته وترمى به رهينة لنخب فاسدة لا ترى سوى بريق الذهب ولا تسمع سوى رنينه بينما اصوات جياع مصر شقت ليالى الدنيا .

                     مصر الآن هى الثانية فى قطار الثورة الذى لحق بموجة تونس ، وايا كانت مآلات هذه الثورة فلن تعود ثانية لحالتها الاولى ، ستعود بعدها مصر الثانية والتى اتمنى ان تكون صناعة حقيقية لأبنائها الحقيقيين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...