اللون الذى يطغى على سماوات السودان هذه الايام لون برتقالى ، هو ذات اللون الذى نشاهده عند اشارة المرور ، فأما اعقبه لون اخضر يفتح امامك طريقا آمنا واما اعقبه لون احمر يعنى مكانك قف ، ونحن الآن امام اللون البرتقالى والجميع يترقب لون الاشارة القادمة بتوجس وخوف وقلق ، وهو موقف قادتنا اليه قضايانا التى عجزت نخبنا السياسية فى الوصول معها الى حلول ناجعة تنشل انسان هذا الوطن من ازمتنا الراهنة .
وردى |
ولأن السياسة تبدو فى اطار النشاط الانسانى اكثر مناشطه تخلفا وعقما فى اختراع الآليات الكفيلة لمعالجة قضايا البشر على عكس العلوم والفنون والرياضة والآداب ، فما يهمنى هنا ضرورة ان يعلو فى مثل هذه الايام صوت مبدعينا وعلى وجه الخصوص فى مجال الفنون والاداب والرياضة ، فهى ساحات تطغى عليها السلطة الاهلية مما يعنى ان مساحات الحرية المتاحة لها تبدو اكثر اتساعا من تلك التى تتبناها اجندة سياسية ، فالشارع السودانى فى مثل هذه الظروف التى تمر بنا يبدو فى حاجة ماسة وملحة لأبداعات نجوم هذه المناشط الذين احتلوا مكانة خاصة فى وجدانه حتى تدعم للبعض تماسكهم وتستعيده للبعض الآخر ليكون قادرا على مواجهة ما تنتجه الازمة القائمة التى استدعت علينا العالم بأجندته المكشوفة والمخفية .
نحن الآن فى حاجة الى مبدعينا للتحرر من مقابض هذه الازمة التى احاطت حياتنا بكل اشكال الكآبات للدرجة التى تبدو معها شوارعنا فى ساعات الليل الاولى اشبه بشوارع فى مدن مهجورة ، وتبدو معها وجوه الناس فى هذه الشوارع لافتات متحركة لملامح القلق والخوف والحذر من مقبل ايامهم ، وتلوح فى مراياهم السياسية حينا صور سقوط وانهيار زعامات ودول وتلوح فيها حينا آخر صور امراء حرب يتأهبون للأمساك بهذه الشوارع ، فلنستعيد لهذه الشوارع حياتها وفرحها لنمنع سقوطها غنيمة سهلة لمغامرى الداخل والخارج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق