الخميس، 13 يناير 2011

تونس الحمراء


انتفاضة تونس..ما وراء الحدث
                     فخطاب الرئيس زين العابدين بن على يعكس صورة مروعة لغربة الحكام العرب عن قضايا شعوبهم ، وصورة مروعة  لطبيعة انظمة الحكم القائمة التى لا ترى سوءات اساليب حكمها الا فى لحظات الحريق الكبير الذى توشك السنة لهبه ان تطال اطراف ملابسهم ، ورغم احتشاد هذا الخطاب بعاطفة جياشة تحكى عن تاريخ نضالى طويل من اجل تونس ، قادها الى ان تتبوأ وفقا للمعايير الدولية مكانة ارفع من مصر باربعين مرة فى بعض المجالات الا ان وعيه بأهمية الديمقراطية والتعددية الحذبية وحرية التعبير والاعلام ووسائل الاتصال كعوامل اساسية لأستقرار نظام الحكم احتاج منه اكثر من عشرين عاما لأدراكه.

                    يبدو المشهد برمته رسالة مزدوجة المضامين ، ما يخص الشعوب منها لا يحتاج الى قراءة بقدر ما يحتاج الى التنظيم ، اما ما يخص الحكام منها فتحتاج منهم الى مواقف عاجلة ومتضامنة مع مطالب شعوبهم فى الحريات وكرامة العيش بعيدا عن الاتكاء الواهن على ادوات القمع التى عجزت فى تونس ان تحجب فجر الحرية الجامح الذى اوشك على البزوغ بأرضها ، والا فلينتظروا الحريق .


                     ما يجرى فى تونس الآن سيناريو قابل للانتقال لمعظم ان لم يكن لكل الدول العربية ، فأزمة الديمقراطية والحريات وغلاء المعيشة والعطالة وقضايا الفساد قاسم مشترك اعظم بين هذه الدول ، والمصيبة ان تعامل النخب الحاكمة مع هذه القضايا جسّده الرئيس زين العابدين بن على فى خطابه اليوم والذى بدا اشبه بأعلان هزيمة اكثر منه دعوة للتصالح والاصلاح بعد ان دفعته الى ذلك انتفاضة الشعب التى حوّلت تونس الخضراء الى ارض حمراء مخضبة بالدماء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...