الاثنين، 17 يناير 2011

تراجيديا العرب


                  واخيرا سلّم المدعى دانيال بالمار القرار الاتهامى فى اغتيال الرئيس الحريرى لقاضى الاجراءات التمهيدية للمحكمة الدولية دانيال فرانسيس ، هذا مجرد خبر عاجل بثته فرانس برس قبل لحظات ، وهو فعلا مجرد خبر عاجل رغم ما ينطوى عليه من مخاطر حملها دانيال مغلفة لدانيال ، ولكن من يدلنا على بلد عربى واحد بمنأى من مثل هذه المخاطر التى تنتظر لبنان  ؟

                   العالم العربى الآن اصبح مصدرا رئيسا للاخبار ، وتحيطه الازمات من الداخل والخارج ، فسيناريو تشكيل الشرق الاوسط الجديد يبدو على وشك التنفيذ ، فقد انتهت فى 15 يناير الجارى اولى خطوات تغيير خريطة العالم العربى من السودان ولا ندرى موقع و موعد التغيير الثانى ، فالمرشحون من الخليج الى المحيط كثر ، اما فصلا للارض من الجسم العربى ، واما فصلا للارض من بعضه البعض لأسباب عرقية او لأسباب دينية او مذهبية ، حتى فلسطين المحتلة لم تنج من هذا الفصل للارض بل جسّدت حالته المبكرة المتجلية الآن فى ما بين غزة والضفة ، ويبدو لى ان الايدى المحركة لهذا السيناريو سواء اكانت اياد داخلية ام خارجية ام مجتمعة مع بعضها البعض قد وصلت الى قناعة بصعوبة تقبل العقل والوجدان العربى لامكانية التعايش الا فى ظل اطره القبلية القديمة ، بمعنى آخر كأننا موعودون بأكبر عملية تفكيك لوحدة الوجود العربى سواء على صعيد الارض الممتدة من الخليج الى المحيط او على صعيد ارض اقطاره الحالية .

                  فالانسان العربى الان مشدود الى آخر عصب لديه فى صراعه مع بعضه البعض ، وتربصه ببعضه البعض ومكائده لبعضه البعض فى مشهد كأنه مستلف من جاهلية غابرة ، حتى الدين الذى بهر العالم يوما بتوحيده لهذه الامة اصبح الآن مدعاة للتفرقة والقتل بعد ان اوّله كل على هواه .

                  اخشى ان يكون قولى هذا رافدا لهذا السيناريو الذى احكم قبضته على المنطقة ، ولكنى اخشى اكثر من غد نفقد فيه السيطرة على مفاجآت الفوضى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...