الجمعة، 7 يناير 2011

موسم الهجرة الى الجنوب




              

                   1904 و1981 و2005 و 2007 ، اربعة  تواريخ تحكى قصة اربعة هجرات لأربعة شماليين الى الجنوب ، التقطتها عين رويترز الراصدة للذى غفلته عيون الآخرين ونشرتها على موقعها اليوم 7\1\2011 ، وانطلقت رحلة هذه الهجرات من اربعة مناطق هى حسب ترتيب التواريخ اعلاه ، شندى ، جبال النوبة ، النيل الابيض ، الجزيرة وجميعهم مسلمون لم يمنعهم التمسك بأداء شعائر دينهم ولا اختلاف اعراقهم من كسب العيش والتزاوج هناك وبناء عائلات ظلت اعمالها فى حالة تطور مستمر ، كما لم يمنع ذلك بعضهم حق التصويت فى الاستفتاء ، وجميعهم من الرافضين العودة الى الشمال فى حالة انفصال الجنوب رغم المخاوف التى تثار هنا وهناك.

                  قد يبدو هذا الموضوع فى نظر البعض امرا عاديا يحدث بأستمرار فى بقاع الدنيا ، ولكنى لا اشك لحظة فى ما يفعله بوجدان الاف الاسر الشمالية التى اضطرتها ضغوط الحياة فى الشمال وضيق فرص كسب العيش به طوال القرن الماضى اللجوء الى الجنوب ، وكيف كشفت براءة انسانه ومودته وتقبله لهؤلاء الشماليين هناك عورات كثير من النوايا هنا ، ويا له من تاريخ  طويل ينطوى على كثير من الحكايات التى تستدعى الشجون والآلام .

                 ولكن الموضوع ليس كما يبدو فى ظاهره مجرد ذكريات تدعو للشجن وانما رسالة تحمل قضية على درجة عالية من الاهمية والخطورة على انسان الشمال ، خاصة فى ظل تداعيات الانفصال والتى بدأت اولى تأثيراته اشبه بمقدمة قيامات قادمة على السودان فضلا عن الازمة الاقتصادية والمالية العالمية والتى اصبح فيها ارتفاع اسعار المواد الغذائية هاجسا امميا دفع غلاة المؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولى ان يدعو الى تدخل الامم المتحدة للحد منه مخافة نتائجه الخطيرة التى ستحيط بخناق كثير من الدول ، ففى ظل هذه الظروف نجد اننا وللأسف محاطون بجوار ظل السودان الموحد يشكل لأنسانه ملاذا آمنا على مر العقود من كوارثه الناتجة بفعل الطبيعة والناتجة بفعل السياسة ، وهذا يعنى ألا رجاء ينتظر من هذا الجوار الذى تسكن بعضه المجاعات والعطالة وتسكن بعضه الصراعات وسكنت بعضه اخيرا فوبيا اللجوء السودانى المتوقع عقب انفصال الجنوب .

                  كل هذه الظروف تشير الى اننا نبدو فى حالة حصار محكم تستوجب الحكمة التى فاتت على اولى الامر حتى وصل صراعنا الداخلى الى حد الانفصال ان تتدارك ما تبقى منه وتدعم كل خطوة من شأنها ان ترمم طرق ترابطنا مع الجنوب التى اوشكت على انقطاع نهائى فقريبا جدا سيبدأ موسم الهجرة الى الجنوب.


                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...