الأربعاء، 26 يناير 2011

وثائق الجزيرة


                         التوقيت الذى اختارته قناة الجزيرة لبث وثائقها المتعلقة بمفاوضات السلطة الفلسطينية مع اسرائيل يدعو الى تسآؤلات كثيرة ، فقد جاء متزامنا مع وقف المفاوضات بسبب استمرار سياسة المستوطنات الاسرائيلية التى حظيت بنصيب خطير من هذه الوثائق ، وجاء متزامنا مع موجة اعترافات بالدولة الفلسطينية انطلقت من بلدان امريكا الجنوبية وبدا مدها مبشرا بالوصول الى بلدان اخرى فى قلب اوروبا وغيرها ، وتزامن ايضا مع اعلى حالة توتر واهتزازات تشهدها الدول العربية مع ثورة تونس التى لم ترس بعد على قرار فضلا عن الازمات المحيطة بعدد من الدول العربية والمنذرة بشر مستطير .

                         وايا كانت الاجندة الكامنة وراء هذا التوقيت ، فقد احسنت بنشرها هذه الوثائق حتى يقف المواطن الفلسطينى والعربى والمسلم على حقيقة طبيعة هذه المفاوضات ومدى قدرتها على تلبية الآمال المعقودة عليها فى ايجاد حل لهذه القضية التى استوطنت فى وجدانهم شعورا نازفا بالهزيمة عقودا طويلة ، وحتى يدرك الحكام الذين ظلوا يديرون فى ملفات هذه القضية منذ عام التقسيم فى 1947 والى يومنا هذا بما فيهم السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الناطقة بأسم العالم العربى والاسلامى ، اننا الآن دخلنا الفية جديدة طابعها الوضوح والشفافية فى التعاطى ليس مع هذه القضية المركزية وحسب وانما مع كل قضايا المنطقة التى تهم انسانها المطحون وحده بأعبائها .

                         من هنا فأذا صحت محتويات هذه الوثائق او لم تصح فأن اقدام قناة الجزيرة على نشرها ، مع الاخذ فى الاعتبار ما قام به موقع ويكيليس فى الفترة السابقة وما ظلّت تقوم به اعداد من الصحف ، يعنى ان عهد الكواليس الذى جنت من ويلاته البشرية ما جنت من مؤامرات وحروب ومجازر ، توجت بحقبة استعمارية مازلنا نرزح تحت كثير من اغلالها قد ولى الى غير رجعة ، وان  الشعوب لا تحتمل وصاية من احد او حذب او منظومة تطبخ قرارات تحديد مصيرها فى مطابخ خلف الكواليس ، لقد سقط عهد السرية .

صائب عريقات
                        كلمة اخيرة للسلطة الفلسطينية ، لا تحققوا ولا تبحثوا عن مصدر تسريبات هذه الوثائق فهذا امر لن يغير من حيث المبدأ شيئا طالما ان ثمة عروض سرية قد تضمنتها المفاوضات وغابت عن الانسان الفلسطينى والعربى والمسلم سواء اكانت هذه العروض مناورات اقتضتها ظروف التفاوض او خيارات صعبة املتها غايات اكبر ، فقط افتحوا ملفات التفاوض على مصراعيها و بيّنوا للرأى العام المهموم بهذه القضية اقصى ما وصلت البه قدراتكم التفاوضية فى منحنى الضعف الفلسطينى والعربى والاسلامى الذى اخذت تتجاذبه الاخطار من كل جانب ، فالحقيقة تحرركم وتحررنا . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...