السبت، 22 يناير 2011

وليد جنبلاط


                      وليد جنبلاط هو رئيس الحذب الاشتراكى الديمقراطى وزعيم طائفة الدروز المنتشرة فى لبنان وسوريا واسرائيل ، والمتابعون للشأن اللبنانى يلحظون حضوره البارز فى احداثه المتلاحقة ، ويلحظون قدراته السياسية العالية فى اعتلاء الموجات الصاعدة فى لبنان ، ففى اعقاب مقتل الرئيس رفيق الحريرى صعد مع موجة فريق 14 آذار خطيبا مفوها ومناورا سياسيا ذكيا ومؤيدا متحمسا لتصعيد عملية الاغتيال الى تحقيق دولى افضى فى خاتمته الى تشكيل محكمة دولية هى الآن على اعتاب اعلان لائحة الاتهام التى من المرجح حسب التسريبات ان تطال اعضاءا فى حذب الله مما ادى الى التداعيات المعروفة التى ادت الى سقوط حكومة سعد الحريرى بعد انسحاب فريق 8 آذار بقيادة حذب الله .
                     
                     ولأن سقوط حكومة سعد الحريرى جاءت نتيجة لتطورات اجراءات المحكمة الدولية والتى يرفضها فريق 8 آذار بأعتبارها عملا مسيّسا يستهدف فريقهم فى المقام الاول فضلا عما صاحب اجراءات التحقيق فيها خاصة التداعيات المتعلقة بشهود الزور ، فقد فتحت على لبنان كل ابواب المخاطر والمخاوف من انفجار وشيك من شأنه ان يعيد سيناريو الحرب الاهلية بصورة اكثر بشاعة من سابقتها فضلا عن اشتعال المنطقة فى حرب مع اسرائيل ظلت احتمالاتها قائمة على مر الايام ، بأختصار اصبح لبنان امام ازمة تقود مباشرة الى انهيار الدولة ، وبدت معظم الطرق التى من الممكن ان تفضى الى حل مقبول لكل الاطراف قد اغلقت تماما بعد ان اعلنت المملكة السعودية انسحابها من جهودها المشتركة مع سوريا وعلت اجواء لبنان تكهنات بسيناريوهات وشيكة التحقيق ابرزها قيام انقلاب عسكرى يطيح بنظامها الديمقراطى او استيلاء حذب الله مع فريق 8 آدار على السلطة واخرى اشد خطرا.
        
                   فى هذا الجو الذى اتجهت فيه انظار قوى وطوائف لبنان لتحسس سلاحها وحلفاءها ومحيطها الجغرافى حتى بدا تقسيم لبنان نتيجة قوية الاحتمال ، قام وليد جنبلاط فى حركة مفاجئة بأعتلاء موجة 8 آذار واعلن رفضه للمحكمة الجنائية وانضمامه للمقاومة الامر الذى اصاب الساحة اللبنانية والمراقبين لها بصدمة من ذلك النوع الذى يخلط اوراق اللعبة ويصيب الممسك بها بحالة شلل مؤقت يحتاج معه لبعض الوقت لأعادة ترتيبها من جديد .

                   ولكن حركة وليد جنبلاط المفاجئة هذه اعادت بذكاء مدهش حالة التوتر التى لبست الجميع الى الدستور والى البرلمان الذى اختلت موازنته بخروجه الى الضفة الاخرى من بحر لبنان المتلاطم ، ولم يعد للسلاح حاجة للتدخل فى ازمته طالما ان فريق 8 آذار الممسك بزناده منذ فوز فريق 14 آذار بالانتخابات الاخيرة قد اصبح طريقه للسلطة ممهدا من داخل البرلمان دون الحاجة الى استعراض القوة بهذا التحوّل الدرامى لوليد جنبلاط .

وليد جنبلاط
                     فى تقديرى ان وليد جنبلاط  بحركته هذه قد نجح فى ان تصل رسالته الى كل الوان الطيف السياسى والطائفى والتى تقول ان معارك السياسة فى ظل النظام الديمقراطى  ادواتها الدستور وميدانها البرلمان ، وان النظام الديمقراطى و الدستور والبرلمان هو قلعة لبنان الحصينة وبدونها سينزلق الى الاقتتال والتمزق والخضوع تحت الوصاية الدولية فى خاتمة المطاف ، بأختصار استطاع ان يعلم الجميع ان الثابت فى السياسة هو سلامة وامن واستقرار لبنان اى ان امن وسلامة واستقرار الوطن مقدم على كل المبادىء والبرامج والمشاريع .

                  من المؤكد ان فريق 14 آذار بطبيعته الديمقراطية سيتعاطى مع هذا التحول وفق الاسس الدستورية داخل البرلمان وسيتعاطى سلميا مع نتائجه ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هلى يتعاطى فريق 8 آذار فى حالات مقبلة بذات تعاطى فريق 14 آذار ام سيظل يراهن على استبداد القوة فى الوصول الى غاياته ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...