الجمعة، 31 ديسمبر 2010

دارفور .. سلام


                      الى اين تمضى بنا ازمة دارفور ؟
                      سؤال تجيب عليه المطالب التى توقفت عندها مفاوضات الدوحة ، وهذه المطالب انحصرت فى منصب نائب الرئيس واعتبار دارفور اقليما واحدا بدلا من ثلاثة اقاليم ورفع حجم التعويضات للمتضررين من الحرب الى 500 مليون دولار ، اى ان كل المأساة التى لحقت بأهل دافور واثارت الدنيا شرقا وغربا مرشحة للاستمرار بسبب منصب نائب رئيس وان يكون الاقليم واحدا بدلا من ثلاثة اقاليم وعدم رفع التعويضات الى 500 مليون دولار.

                      و هذه المطالب  تبدو مجرد عناوين لكتاب مثير ، هل تذكرون ( الكتاب الاسود ) بأحصائياته ووقائعه وتواريخه التى ظلت تتجلى علانية  فى طرح هنا تارة وخفية  فى مطالب هناك تارة اخرى ؟

                       لمن لا يذكره ، انه الحق الذى اريد به باطلا ، ويجب ألا يفهم من هذا القول رفضا لمطلب انبنى على احدى حقائقه او لرأى اتفق مع ما جاء فيه ولكنه كان تحريضا مكشوفا للتغيير ،و يعلم واضعوا هذا الكتاب ان شروط هذا التغيير الذاتية والموضوعية لم تتوفر بعد لمن خاطبهم ولن تتوفر لهم على الاقل فى المدى القريب ، وان الزج بهم فى معاركه المبتغاة  استهدف ضمن ما استهدف ليس الوقوف فى وجه النظام القائم فحسب وانما فى مواجهة مكوّن رئيس من مكونات هذا الوطن .. فى مواجهة تأريخ طويل من التضحيات الجسام التى حفظت التعايش فى هذا الوطن بين مختلف اعراقه واديانه وثقافاته لأكثر من قرنين من الزمان ، ويبدو ان بعض اهل دارفور لم ينتبهوا بعد لمآلات  استمرار صراعهم  التى من شأنها ان تخرج الاقليم من ارض الوطن ليواجه بعدها ذات السيناريو الذى يديرون فيه الآن ، فثمة مثلثات ومربعات ومسبعات اخذت خرائطها تتجلى سافرة للعيان وحساب خروجها لا يتم كما عهده الناس من قبل وفقا لرابطة الدم والدين والتأريخ والجغرافيا وانما يتم بحساب التكلفة التى تترتب على ادارة تلك الارض فى تلك الخريطة والناتج منها ، وما نتج من دارفور وما ظل ينتج منها من تكلفة يوما بعد آخر وثقل هذا الناتج ليس على من بيدهم الامر هنا فحسب وانما على العالم الذى يتحمّل جزءا من التكلفة ، لا يجعلنى اشك فى ان مصير الاقليم يسعى حثيثا ليس للاستقلال كما يحسب بعض ابنائه وانما الى قسمة ضيزى بين ايادى الطامعين الوالغة فى  اعمق اعماق صراعاتهم القائمة والقادمة ، ولن يتركوا لابنائه المنقسمين على بعضهم البعض سوى حمى القتال حتى الفناء او حتى اللجوء او حتى الخضوع .

                     ان اخطر الصراعات التى شهدتها البشرية ، هى الصراعات العرقية التى يحمل خطاب بعض ابناء دارفور كثيرا من سماتها ، وهى صراعات لم تنتج على مر التاريخ سوى مجازر لم تزل تفوح من اقدمها رائحة الدماء ، ولن تورث سوى احقاد وكراهية تظل الاجيال تنوء بحملها جيلا بعد جيل حتى تصبح هوية لها :-

                   ( الهوية هى ما نورث لا ما نرث .. ما نخترع لا ما نتذكر . الهوية هى فساد المرآة التى يجب ان نكسرها كلما اعجبتنا الصورة )

                   فلنكسر مرايا هذا الوطن التى لا تجمّل صورة صاحبها الا وفى يده بندقية . ولدارفور سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...