الخميس، 9 ديسمبر 2010

لمن هذه البشاعة ?


                     مشهد شريط الفيديو الخاص بجلد فتاة سودانية- تنفيذا لحكم كما يبدو من تفاصيله -بكل بشاعته وانتهاكه المريع لكرامة الانسان ، وما خلّفه من صدمة شديدة الوطء على وجدان المجتمع السودانى ، يبعث على التسآؤل عن مغزى توقيته الذى تزامن مع عشية احتفال العالم بذكرى الاعلان العالمى لحقوق الانسان ، وتزامن مع انتهاء اجراءات التسجيل الخاصة بالاستفتاء على حق تقرير المصير للاخوة الجنوبيين ، ولست هنا بصدد البحث فى صحة مشاهد هذا الفيديو من عدمها بقدر ما يهمنى هنا البحث فى مضمون الرسائل التى ارادت توصيلها للداخل السودانى وللخارج المترصد به .

                     لا شك ان حكومات الانقاذ حافلة بسجل مثقل  بالاتهامات التى طالتها فى العديد من الانتهاكات التى وقعت على الانسان السودانى بمختلف اعراقه واديانه وثقافاته شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وما عاد مثل هذا المشهد على وحشيته ان يضيف جديدا على هذا السجل ، فهذه رسالة تبدو مجرد نافلة ولكنها مع ذلك تضيف شيئا جديدا على رتل الاتهامات التى طالت بعض مؤسسات الدولة ومسئوليها فى العديد من القضايا التى شغلت الرأى العام المحلى والعالمى ، وهذا الجديد الذى اضافته هو جهاز الشرطة الذى ظل ولعقود طويلة بمنأى عن الاتهامات التى طالت حكومات الانقاذ المتعاقبة ، وظل الى وقت قريب ملاذا آمنا للمواطنين ، فهذه رسالة تبدو ذات مضمون شديد الخطر على صورة هذا الجهاز ، وترمى القائمين عليه  بعبء ثقيل لترميم ما احدثه المشهد من تشوهات لا يغيب عليهم مدى تأثيرها على صعيد السلام الاجتماعى والطمأنينة العامة ، وهذا هو الشريط الثانى الذى تم تداوله على نطاق واسع ، واثارعلى الشرطة كراهية بقدر انتشاره فى اوساط مشاهديه ، فثمة رسالة هنا ان الشرطة اصبحت هدفا فى الصراع الدائر فى السودان مما يعنى ان المجتمع السودانى على موعد يسعى لتجريده من احد ملاذاته الآمنة ، وهى مسئولية تقع على عاتق قياداته الرسمية والمدنية التى يجب ان تسرع فى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتدارك هذا الصدع الذى لحق بأحد اهم اجهزته .

                   اما الرسالة الثانية التى تبدو لى هى المقصودة على وجه التحديد بنشر هذا الفيديو فى هذا التوقيت ، سواء ان صحت محتوياته ام لم تصح ، هى رسالة موجهة للانسان الجنوبى الذى اكمل للتو عملية التسجيل الخاصة بالأستفتاء ، ولا يخفى على احد مضمونها الناسف لأى امل فى ان يصوت هذا الجنوبى لوحدة تحمل بناته للتلوى والألم تحت وقع السياط ، ولا شك انها رسالة  اشد تأثيرا على الانسان الجنوبى من كل بشاعات الحرب التى جرت بين الشمال والجنوب طيلة العقدين الماضيين ، وتبدو لى صادرة من جهات انفصالية قد تكون شمالية وقد تكون جنوبية وقد تكون اجنبية بذلت ما فى وسعها لآخراج هذا المشهد الكريه تذكيرا للجنوبيين بأن هذا ما ينتظر بناتكم فى ظل سودان موحد .

                   الرسالة الثالثة التى حملها هذا الفيديو ، تبدو لمن يهمه امن هذا الوطن ويهمه سلامه الاجتماعى وتهمه طمأنينة مواطنيه انذارا عاجلا بأن يتدارك قوانينه ووسائل واساليب تطبيقها ، او يبقى  على موعد مع سيناريوهات لفوضى الله وحده يعلم مداها .

                   كرهت ان الطّخ صفحات هذه المدونة بمشاهد هذا الفيديو الكريهه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...