الاثنين، 27 ديسمبر 2010

قوة الكاكاو

الحسن اوتارا



                       ساحل العاج اكبر الدول المصدرة للكاكاو ، تعيش الميديا العالمية هذه الايام على موائدها الدسمة التى انتجتها الانتخابات الاخيرة ، فما بين الحسن وتارا وغباغبو المتنازعين على نتائجها ، تبدو اسواق الكاكاو فى هذه الازمة الاكثر سرعة فى التدخل و محاصرة وعزلة احد اطرافها بشكل مدهش ، فالامم المتحدة والاتحاد الافريقى ومجموعة دول غرب افريقيا التى تبدو على اهبة الاستعداد للتدخل عسكريا اضافة لأمريكا وفرنسا وبريطانيا اى الاتحاد الاوروبى ، جميعهم يطالبون غباغبو بالتنحى وتسليم السلطة للحسن وتارا الذى اعترف به فائزا فى الانتخابات الاخيرة ، ولم يبق لغباغبو مع هذا الحصار المحكم سوى التسليم او خوض مغامرة قاتلة نتائجها تبدو محسومة سلفا ، او الفضفضة ، فقد قال ان سفيرى امريكا وفرنسا اخذا رئيس لجنة الانتخابات المستقلة الى فندق الغولف حيث مقر خصمه اوتارا ليعلن التلفزيون فوز اوتارا فى الوقت الذى كان فيه المجلس الدستورى يعمل لأعلان فوزه هو بعد استبعاد البطاقات التى اعتبرت مزورة  .


                    لا ادرى ما الذى فعلته سياسات غباغيو بالكاكاو حتى ينقلب هذا المحصول عليه ، ولكن المؤكد انه لم يستفد منه  فللمحاصيل قوتها السياسية القادرة على ان تطغى فوق الحق والعدل والخلافات السياسية ، فالصمغ العربى استطاع ان يطغى على صانعى العقوبات الامريكية على السودان ويخرج من شباكها ليبقى شبكة المصالح قائمة على حالها التى كانت عليه قبل الاختلافات السياسية بين البلدين وربما الفول السودانى ايضا ، لكن المؤكد ان محصول الدبلوماسية الامريكية التى برزت ثمرته  الموعودة بالكثير فى اتفاقية نيفاشا ( الاستفتاء ) كان له الاثر الاكبر لتأجيل مثل سيناريو فندق الغولف فى السودان ايام الانتخابات الاخيرة ، المهم ان غباغبو لم يعد له من خيار سوى التسليم او ان يقود البلاد الى حرب اهلية ستحسم نتيجتها عاجلا لمصلحة اوتارا او ربما لمصلحة راغبة فى تقسيم جديد فى ساحل العاج وما اكثر الزرائع التى توفرها صراعات القارة لتقسيمها بلدا بلدا بلا استثناء .

                    الفرصة الوحيدة التى تبدو مواتية امام غباغبو هى التسليم لأرادة المجتمع الدولى فلن تكون هذه آخر انتخابات فى بلده وليأخذ العبرة من قادة الاحذاب السياسية السودانية التى لم يغب عن وعيها مثل هذا السيناريو وما كان يمكن ان يحدثه نزاعها حول الانتخابات من انقسام خطير يضيف عواقبا وخيمة على الوضع فى السودان اهونها انقسام الشمال على نفسه ليسهل بعد ذلك ابتلاع الوطن بأكمله ، فلم يعد يهم هنا من هو الاحق بالفوز بينهما وانما الاهم هو ان ينعم ساحل العاج بالاستقرار والسلام ، فتعصبه حتى وان كان على حق سيقود الى الدماء والخراب والدمار وسيعود فى خاتمة الامر للتفاوض من هذه النقطة التى يسعى الجميع لتجاوزها الان بسلام ، فليبدأ تعاونه الآن ويستعد لجولة انتخابية قادمة .
                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...