( خم الرماد ) هو مصطلح العاصين بالسودان ، و يتم تداوله بكثرة كلما تبقى لشهر رمضان الفضيل يومان على الاكثر ، وبتفصيل ادق ، هو اليوم الذى يختم فيه العاصون آخر معاصيهم بشراهة غير معتادة لينخرطوا بعدها فى الصيام والقيام بصرامة تجعل المرء يظن انهم قد تركوا متاع الدنيا مرة والى الابد ، وليس هذا مقصدى هنا ، ولكن المصطلح بدا لى مناسبا مع نهاية ميزانية العام 2010 ، آخر ميزانية من المرجح ان يشهدها السودان الموحد ، ويخيّل الىّ ان ثمّة خم رماد سينتظر خزائنها قبل ان يودع العام المالى آخر بقراته الحلوب لينخرط فى السنة القادمة فى صيام من ذلك النوع الذى تصوم فيه وتفطر على فول حاف ، وليس هذا مقصدى هنا ايضا .
ما اقصده هنا ان حكومة المؤتمر الوطنى المحمومة بما صنعته يداها و بما صنعته غيرها من الايادى فى حق هذا الوطن ، تبدو فى ختام عامها المالى غارقة فى خم رماد من النوع الذى لا يجدى بعده صيام او قيام فى ازالة معاصيه ، واهم هذه المعاصى الذى سيظل حبلا من خزى وندامة معلقا على جيدها فى الدنيا والآخرة ، هو انتهاكها المريع لحقوق المفصولين .
العدل هو اساس الحكم ولكن يبدو ومن خلال مسيرة هذه القضية الطويلة ان العدل كما قال محمود درويش ( هو ما يتبقى من كرم القوة ) ويبدو ان بلادنا قد فقدت القوة والكرم ولم يبق للمفصولين سوى خم رماد حقيقى عسى ولعل يعثرون فى طياته على وميض نار تشعل فى ضمير القابضين على السلطة شيئا من حياة ومن حياء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق