الجمعة، 17 ديسمبر 2010

ظلال المتاهة


الرئيس الفلسطينى محمود عباس
عمرو موسى
الوسيط الامريكى جون ميتشل
                       خرجت الحرب السرية بين امريكا والاتحاد الاوروبى من خبائها البارد لتتجلى سافرة فى ملفات المنطقة الساخنة ، و اخذ كل طرف يسعى جاهدا لسحب البساط من تحت قدمى الآخر حتى لو ادى ذلك لأنزلاق الآخر الى هاوية بلا قرار ، فبعد ان اعلنت امريكا فشلها فى اقناع اسرائيل لتجميد الاستيطان واصبح استئناف المفاوضات تبعا لذلك امرا مستحيلا ، اعلن الاتحاد الاوروبى عزمه على الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى حدود 67 مما يعنى عمليا ذهاب الملف الى الامم المتحدة ليصبح رهينة  لفيتو امريكى من شأنه ان يجعل مصالح امريكا بالمنطقة العربية والاسلامية فى كف عفريت وقيام الدولة الفلسطينية فى كف العفريت الاخرى ، والعقل السياسى الامريكى الذى يدرك بدقة نتائج خطواته السياسية ، اعاد مبعوثه ميتشل الى الضفة الغربية خالى الوفاض من اى مقترحات او افكار جديدة بشأن الاستيطان عدا التركيز على ضرورة استئناف المفاوضات بمعزل عنها ، وهى خطوة تبدو استجابة السلطة الفلسطينية لها قفزة نحو حرقها فى الشارع الفلسطينى ، وتبدو عدم الاستجابة لها خطوة تضعها معلقة فى رقبة ذاك العفريت جنبا الى جنب مع الجهود الامريكية الطويلة التى احكمت قبضتها على هذا الملف ، ونظرا لأن السلطة الفلسطينية كانت قد باشرت مفاوضاتها بموافقة الجامعة العربية مما يعنى ان ثمة موقف منتظر من الجامعة العربية هنا للخروج من هذا المأزق ، الا ان الجامعة العربية فيما يبدو لى اضحت بذلك امام ذات الموقف الذى واجهته الدول العربية عند قرار التقسيم ، يعنى لا خيارات امامها سوى الوقوف بشدة مع السلطة الفلسطينية وهى تدرك تماما ما يترتب على هذا الموقف مع قلة حيلتها واما الاستجابة لرجاءات الجهود الامريكية بحث السلطة الفلسطينية العودة للمفاوضات بغض النظر عن مسألة الاستيطان ، لتضع نفسها بذلك على بعد خطوة من حرقها فى الشارع العربى والاسلامى اذا فشلت الجهود الامريكية فى التوصل الى تسوية نهائية ، فلجأت للخروج من هذا المأزق الى مطالبة امريكا بضمانات موثوقة بأعترافها بالدولة الفلسطينية ، فجاءها الرد موثقا من الكونجرس الامريكى يفيد بأن اعتراف امريكا بالدولة الفلسطينية رهين بأعتراف اسرائيل بها ، واعتراف اسرائيل بالدولة الفلسطينية لن يتم الا عبر المفاوضات المباشرة وفى ظل استمرار سياسة الاستيطان حسبما اشترطت ، مما يعنى ان ثمة رحلة مفاوضات طويلة فى انتظار السلطة الفلسطينية حينما تصل لنهايتها تكون اسرائيل قد اكملت مشروعها الاستيطانى الذى سيتعذر معه اقامة دولة على حدود 1967 او بالاحرى ستضيع معه معالم حدود 1967 .

                    قد يبدو توجه الاتحاد الاوروبى فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية بارقة امل من شأنها ان تنقذ فرص حل القضية من الموت البطىء الذى ينتظرها ، ولكنه لن يعدو ان يكون فى احسن احواله سوى جرعة تقود الى موت رحيم طالما ان مصيره معلق فى خاتمة الامر على فيتو امريكى ، وان التعلق به رغم مبادرات نبيلة من دول حرة ابدت اعترافها بالدولة الفلسطينية طوعا واختيارا يبدو لى عبارة عن تعلق بظلال المتاهة التى دخلتها القضية منذ قرار التقسيم ولم تخرج منها حتى يومنا هذا .

                  لمزيد من التفاصيل ارجو الرجوع الى موضوعى بهذه المدونة ( ظل لا يموت ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...