الأحد، 19 ديسمبر 2010

حسرات


                      ايام قلائل ويبدأ العالم احتفالاته بأعياد الميلاد المجيدة .. ميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى امه مريم البتول السلام ، وتجىء احتفالات هذا العام والعالم المسيحى لم تعد صورته كما كانت عليه بعد منتصف الألفية الثانية ، حينما انشغل بكلياته فى اعادة بناء عالمنا ليكن اكثر امانا وسلاما .. وليكن اكثر احتراما لحقوق انسانه .. وليكن اكثر ابداعا وابتكارا من اجل تقدم وازدهار الحياة فى هذا الكوكب ، وبرزت رموزه فى سماء البشرية مثل ملائكة للرحمة والعطف والمحبة ، يتسابقون لفعل الخيرات حتى كاد ان يكون فعل الخير وقفا عليهم وحدهم ، ونحن على اعتاب الاحتفال بميلاد السيد المسيح فى نهاية العقد الاول من الالفية الثالثة ، تجبرنا هذه الذكرى العظيمة ان نسكت عن الفظاعات الكبيرة التى خرجت من  العالم المسيحى ونشاطر السيد المسيح آلامه بما حلّ بعالمه هذا .

                     فيما مضى وعندما تحل ازمة دولية عاصفة ، وقبل ان تتقلب انظار البشرية بين السماء والارض بحثا عن خلاص ، يبادر الفاتيكان بتصريح للبابا يحيطها بردا وسلاما وينشل العالم من قلقه ومخاوفه، اما فى واقعنا الراهن فأن البابا بذات نفسه يبادر بتصريحات تعيد للعالم اجواء الحروب الصليبية للدرجة التى يحتاج الفاتيكان معها الى جهد خلّاق ومحاورة تقنية عالية مع اللغة حتى يزيل آثار تلك التصريحات ، وبينما العالم تعصف به الازمات شرقا وغربا نجده مستغرقا فى فضائح القساوسة الجنسية للدرجة التى كادت ان تجعل العائلات المسيحية الزام صبيانهم بأرتداء احزمة عفة قبل دخولهم الكنائس ، فيا حسرة ، نشاطرك الآلام  سيدى المسيح.
الام تيريزا
البابا بنكت السادس

                    ويا حسرة على الفقراء والمشردين والمرضى والجوعى .. فقد رحلت الام تريزا وقلبها مثقل بمعاناتهم التى كرّست حياتها من اجلهم  ومن اجل اخراجهم من هذه البؤر المخزية للانسانية ، وبقدر ما اذهلت العالم بجهدها الخلاق الممتد فى كل ارجائه .. امرأة مقاومة بعزيمة لا تفتر هذه الآفات القاتلة ، بقدر ما اذهله الآن هذا الغياب الطويل عن حضور تيريزا اخرى حتى ظن الكثيرون انها لم تكن سوى ملاك جاء فى ارسالية لتعليم البشرية معنى الأخاء والرحمة والمحبة والتكافل ، فيا حسرة على هذا الفقد ، نشاطرك الآلام سيدى المسيح .

                 ايام قلائل وتقرع الاجراس ايذانا بأحتفال العالم بمولد السيد المسيح عليه السلام ، فيوم مولده هو يوم السلام مثل يوم يموت ويوم  يبعث حيا ، فالسلام ملازمه فى المحيا والممات والبعث ، فلنجعل السلام فى احتفال هذا العام ، ملازمنا فى صحونا ومنشطنا .. فى صبحنا و نهارنا وليلنا .. فى يقظتنا ومنامنا واحلامنا .. ليكن السلام فعل عامنا القادم .

                     


                     
                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...