الخميس، 16 ديسمبر 2010

مجددون

                  
                                               ( اطفال الشارع فهرس للمدن التهرس جوفك بالأسمنت )
واطفال الشوارع اصبحوا علامات مميزة لمعظم شوارع مدننا ، تثير فينا ذات الأسئلة التى تثيرها فينا نشأة العمارات الشاهقة التى قامت هنا وهناك او كما يسميها البعض.. غابات الأسمنت ، فالاولى ظاهرة يجمع الكثيرون ان منشأها الحروب التى جرت وتجرى فى ارض بلادنا والثانية ظاهرة منشأها الكثير المثير الخطر ولا تخرج الحروب من دائرة مصادرها ، وما يهمنى هنا ، هؤلاء الاطفال المشردون على الشوارع والذين تتابعهم الاعين بقلق تارة وبخوف تارة اخرى وبغصة تطعن فى الحلق والقلب احيانا كثيرة ، ولا تلبث ان  تطاردك الأسئلة ، والاسئلة طرحتها منظمة مجددون ضمن مشروعها (two for one ) الذى يعنى بالاطفال فاقدى الرعاية و الحماية الاسرية ( اطفال الشوارع ) وفكرة المشروع تقوم على عقد صداقة بين اثنين من المتطوعين وطفل مشرد واحد وذلك بغرض تأهيله ولم شمله مع اسرته وارجاعه الى التعليم واعادة دمجه فى المجتمع ليكون عضوا ايجابيا ، فما اسهله من مشروع لا يكلف المرء سوى  قليلا من وقته وقلبلا من الكلام الطيب ليدخل عالم هذا الطفل لتذليل عودته الى  البيت .. الى الاسرة .. الى الوالدين والاخوة والاخوات .

              
                  
                  
                        ان هذه الخطوة من الذين يقفون وراء هذه المنظمة تعيد الى القلب الطمأنينة بأن الوطن ما زال بخير وان ثمة اناس بضمائرهم الحية ونظرهم الثاقب ادركوا المخاطر التى يمكن ان تنتجها هذه الظاهرة ، واكثر الاخطار التى يمكن ان تنتجها هذه الظاهرة ان يصبح هؤلاء الاطفال تحت سيطرة اياد شريرة تقوم بصياغتهم وفقا لأجندة رأينا بعض مظاهرها فى بشاعة التفجيرات التى وقعت بالعراق وكيف ان اناسا بلا دين وبلا اخلاق وبلا رحمة التقطوا هؤلاء المشردين الذين افرزتهم الحرب الجائرة على العراق ونفذوا بهم جرائمهم ، ولا ندرى ما ينتظرنا فى ظل غياب الرعاية وعدم الالتفات لحال هؤلاء المشردين ، فثمة شكوك لا يخطئها من يمعن النظر ان  مخاطرا حقيقية تواجه هؤلاء الاطفال ، تدفعهم ليلا للنوم ارضا متدثرين بالخرق البالية قرب نقاط الشرطة ، خاصة فى الاسواق التى تحتضن اكبر تجمعاتهم بما توفره لهم من فتات المطاعم والكافتيريات ، وتبدو هذه المخاطر ناتجة من تحرشات مشردين اكبر سنا او قد تكون صادرة من جهات ذات عقليات اجرامية تسعى لأستغلالهم خدمة لأهدافها ، وفى الحالتين يقتضى الامر ولأسباب امنية واخلاقية ان تجد هذه الشريحة المهملة من المجتمع اهتماما خاصا.
                     
                      ونظرا لأن أعداد المشردين فى ازدياد مضطرد وليس فى الافق ما يبشر بجهد رسمى يمكن ان يضع نهاية لمصيرهم المجهول ، يأتى دور العمل التطوعى ضرورة انسانية واخلاقية ودينية فى المقام الاول ( وان تخالطوهم فأخوانكم ) وهو الشعار الذى اتخذته منظمة متحدون  ،مبادرة هذه المنظمة عمل يستحق التحية والتقدير ومد يد العون ، صفحتها على الفيسبوك بعنوان (لا لتشريد الاطفال ) فلنكن ايجابيين ولنشارك معهم ولو بالتشجيع .
                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...