اعظم دلالات قصة الذبح فى سيرة سيدنا ابراهيم عليه السلام ، ان الله بعزته وجلاله تدخل لينقذ بشرا نبيا من الذبح ، وان الاحتفال به كل عام متزامنا مع شعائر الحج هو فى حقيقته تذكير لهذه الامة عن حرمة ذبح الانسان ، عن سمو قيمة حياة الانسان عند رب العالمين ، وكيف ان هدم الكعبة -بيته الحرام- اهون عنده من قتل النفس ، وان يختار الاخضر الابراهيمى هذه المناسبة لوقف القتال المتوحش الدائر فى سوريا ، يعنى ان الرجل استدعى اعظم ما فى تأريخ هذه الامة من تراث واعظم ما فى عقيدتها من تكريم للأنسان الزم كل مسلم بصون حقه فى الحياة ، لقد تجلى سيّد الاسم فى حامله والهمه هذا المقترح الذى يقبله كل صاحب دين وكل صاحب اخلاق .
وليس غريبا ان يحظى مقترحه هذا بتأييد سريع من الدول التى على علاقة مع الازمة السورية من ايران الى تركيا وما بينهما من دول مستترة او سافرة فى علاقتها بالازمة والتى لم يألو الابراهيمى جهدا فى بلوغها ، وتداعت الى هذا التأييد قوى المجتمع الدولى بما فى ذلك امريكا بكل ما تمثله من ثقل فى المنطقة التى تمسك بكثير من مفاتيحها ، ليس غريبا ان يحظى هذا المقترح بكل هذا التأييد ، فالمخاطر المحيطة بوضع سوريا المتفجر معلومة للقريب والبعيد وليس من مصلحة الحياة فى هذا الكوكب ان يشهد حرائقا جديدة طالما ان الامل فى اطفائها فى مهدها لا يزال قائما ، وطالما ان اطراف القتال الدائر فى سوريا من سوريين وغيرهم يعلمون ما يعنيه التمادى فى تحدى ارادة رب العالمين وارادة هذه القوى المؤيدة لوقف القتال ، ولا مناص لهذه الاطراف من ان تستجيب وان تضع السلاح ارضا حتى تعود ارض سوريا من جديد قابلة للحياة فيها .

التحية والتقدير للأخضر الابراهيمى الذى خاض فى مستحيل هذه الازمة وهو يبارز فى اليأس شرقا وغربا حتى تمكن من فتح هذه النافذة الثمينة المطلة على الامل فى سلام ممكن يقتضى ان تلتف حوله قوى سوريا على اختلاف مشاربها وقوى المنطقة وقوى المجتمع الدولى ، فالسلام يستحق ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق