الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

تعبير السلاح


                  (هل تظنون الاسلحة - البندقية والقنبلة والصاروخ - مجرد ادوات صماء لا تميل للتعبير عما تختزنه فى داخلها ؟ اذا كانت آلة العود فى بيتك تثير فى نفسك الرغبة فى العزف فلم لا يفعل ذلك المدفع ؟ ) 

           كأنى بالشاعر اللبنانى حسن العبد الله يرد بشاعرية على القلق والمخاوف والتهديدات التى تناولت موضوع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية فى ترسانة سوريا العسكرية ، وينذر القلقين والخائفين والمهددين بأن احتمال استخدامها وارد تماما كما يظنون ، فالسلاح موجود والرغبة موجودة منذ امتلاكه او تصنيعه والاثارة تغطى ارض سوريا فى كل الاتجاهات ، ولم يبق على وقت بدء التعبير بالسلاح سوى الوقت الذى تبدأ فيه الدول والمؤسسات الدولية قطيعتها التامة مع النظام القائم فى سوريا او عداءها المكشوف له .

                 فأذا كان المجتمع السورى بكافة مكوناته - النظام ومعارضاته - الوالغة فى عنف متوحش يصدم يوميا فى الضمير الانسانى دون ان تكلف نفسها بأن تعطى الحوار فرصة ، واذا كان المجتمع الاقليمى الذى لم تنفك اكثر دوله تأثيرا ونشاطا فى الشأن السورى تجاهر بعدائها للنظام وشكلت فى خاتمة المطاف اداة دعم لعمليات القتل والدمار الجارية هناك ، واذا كان المجتمع الدولى الذى يقف عاجزا عن تقديم اى دعم لمحاولات الامم المتحدة التى سعت لوقف هذه البشاعات التى تجرى فى سوريا وادى موقفه هذا الى فشل مهمة كوفى عنان ويشى بفشل مهمة الاخضر الابراهيمى ، اذا كان هذا هو المناخ الذى يحيط بسوريا الآن فأننا بلا شك على موعد قريب مع تعبير جديد لسلاح جديد لن يتوانى النظام فى ظل الضغوط العالية التى يتعرض لها او من يمثلونه او قطاعات فى داخله من استخدامه ، فلا يوجد مكان آمن الآن فى سوريا لتأمين هذه الاسلحة الفتاكة ، فالعمليات العسكرية تجتاح البلاد من اقصاها الى اقصاها ، واخشى ان تكون عمليات القصف المتبادل على حدوده التركية اولى النذر التى ستمتد حتما لحدود اخرى يمسك النظام السورى بأوراق مؤثرة داخلها .

                 لا خيار يلوح فى الافق لوقف القيامة القادمة على المنطقة سوى ان يستمر الاخضر الابراهيمى فى مهمته حتى وان اصطدمت بالمستحيل ، فأستمرارها يعنى ان ثمة شرعية فى هذا الخضم الدامى من شأنها ان تكف عن المنطقة دمارا شاملا الله وحده يعلم مآلاته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...