الجمعة، 19 أكتوبر 2012

مصيدة ميدان التحرير


                 احتفل اليوم الاخوان المسلمون فى مصر بأنتخاب رئيس جديد لذراعهم السياسى حذب الحرية و العدالة  ، فى ذات الوقت الذى تحشد فيه عدد من الاحذاب جماهيرها بميدان التحرير تعبيرا على معارضتها لحكم الاخوان ، والمشهد بصورتيه المتناقضتين يعكس مناخ الديمقراطية الذى يظلل سماء مصر هذه الايام ، ولكنه يعكس من جانب آخر غربة عدد من القوى السياسية عن هذا المناخ ، واعنى بها تلك القوى التى اتخذت من ميدان التحرير وسيلتها الوحيدة لمعارضة حكم الاخوان المسلمين الممثل فى ذراعه السياسى حذب الحرية والعدالة ، متغافلة ان ثمة نظام ديمقراطى قائم فى مصر له ميادينه للمعارضة وابداء الرأى وله ادواته المجربة فى احباط السياسات المرفوضة دون ان تشكل تلك الميادين حجرا على رواد ميدان التحرير من منظمات المجتمع المدنى .

                 ولكن ان تكون حذبا سياسيا قائما فى مصر وتوقف نشاطك على ميدان التحرير ، يعنى اول ما يعنى ، اغترابك عن المجتمع المصرى وزهدك فى مؤسسات الديمقراطية وما يمكن ان تحققه من مكاسب يقف على رأسها مناخ الحرية الذى افتقدته مصر زمنا طويلا ، ويعنى انك قد تنازلت طوعا واختيارا لخصمك او خصومك للأنفراد بمصادر الشرعية التى تحظى بأحترام العالم .

انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة : سعد الكتاتني ورامي لكح                 ويجىء احتفال حذب الحرية و العدالة اليوم بأنتخاب رئيس جديد ، رسالة قوية للعالم بأن ثمة حذب هنا رغم كل ما قيل عنه يؤمن ايمانا قاطعا بالديمقراطية ، وهاهو يطبقها داخله فى ظل منافسة مثيرة تحمل فى داخلها رسالة قوية للداخل المصرى ، تقول ان صندوق الاقتراع هو خياره الوحيد فى حسم المنافسة مع الآخرين ، ولكنها رسالة تحوى ضمن ما تحوى فى ظل الاستقطاب الحاد المضاد لحكم الاخوان المسلمين ، ان حكمهم  حسب ما جاء فى قول رئيس الحذب الجديد سعد الكتاتنى يعنى ان الخاسر مكانه المعارضة ، اى ان القوى المعارضة لحكم الاخوان لا مكان لها فى حكومتهم .

                احتفال اليوم يشير بوضوح الى ان الاخوان فى مصر ممثلين فى حذب الحرية و العدالة ، يدركون جيدا ما تعنيه المؤسسات فى ظل النظام الديمقراطى ، ويحضّرون جيدا لخوض المنافسة للفوز بها ، بينما عدد من القوى السياسية فى مصر لا زالت تعوّل على ميدان التحريرفى صراعها مع الاخوان المسلمين بينما للديمقراطية ميادينها الخاصة للصراع ، وحدث ان سبقهم الاخوان اليها واحرزوا اغلبية فى البرلمان المنحل ، ويبدو ان ذات السيناريو سيتكرر مرة اخرى بعد ان اختارت القوى المعارضة ميدان التحرير ارضا للصراع .

                  ميدان التحرير يبدو الآن مصيدة الاخوان الذهبية التى تتيح لهم حبس انشط القوى فى مصر ، ولكنه يبدو من وجه آخر مدعاة لفوضى قاتلة للديمقراطية ، وليحمى الله مصر من الفوضى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...