من الظواهر التى حيّرت الكثيرين حول العالم ، لجوء القذافى فى سنوات حكمه الاخيره على نصب خيمة صارت رمزا رئاسيا ، ومحلا لأستقبال كبار ضيوفه ، واخذ فى الآونة الاخيرة يصحبها معه فى ترحاله داخل وخارج ليبيا ، وبكامل اكسسواراتها بما فى ذلك ناقة لا تقل فى الهامها للشعر عن المرأة التى تقف دائما خلفه ، وقد يبدو تصرفه هذا استجابة طبيعية لبيئته العربية الصحراوية البارزة فى مختلف نواحى ليبيا ، ولكن المشهد يشى من زاوية اخرى بعقدة تبدو ذات صلة مباشرة بكراهيته لملوك وامراء الخليج .
هذا الغياب لرموز النظام الليبى فى هذا المنعطف الاخير من تاريخه ، كشف حقيقة المشروع الباطنى للقذافى ، والذى تجلّت فصوله الاخيرة عند تنصيبه ملكا لملوك افريقيا ، بمعنى آخر ان ( ثورة الفاتح من سبتمبر ) بكل الزخم الذى صاحبها ، انتجت فى خاتمة مطافها ملك ملوك من طينة عصور الظلام ، لا يتورع ان يشرب بجماجم ابناء شعبه ، ولايتورع ان يقاتل شعبه بمليشيات من المرتزقة فى مشهد اعاد السيرة البشعة لتاريخ الملوك الطغاة ، بمعنى آخر ان ليبيا بصحرائها وبترولها وبحرها ليست اقل من نظيراتها فى الجزيرة العربية الا بغياب الملك والامارة ، فبدأ مشواره الى ذلك بخيمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق