الخميس، 10 فبراير 2011

خدعة ثورة


                      خطابات الرئيس مبارك ونائبه تثير اسئلة حيرى حول سر هذا التباطؤ الذى لازمها فى مخاطبة الثائرين بميادين وشوارع مصر ، فمعظم المراقبين ان لم يكن اجمعهم قد لاحظ انها لو جاءت فى وقتها لأحدثت اثرها الكبير فى جموع الثائرين ، ولكن توقيت بثها احدث اثرا عكسيا اجج نيران الثورة اكثر ورفع سقوف مطالباتها الى حدود منذرة بحريق لا يعلم مداه الا الله ، فما هو سر هذا التباطؤ الذى لازم هذا النظام فى تعامله مع هذه الثورة ؟
                       تبدو الاجابة فى غاية الصعوبة ، ولكنها من المؤكد قابعة بجلاء فى اروقة مطابخ قرارات النظام المصرى الخاصة ، ولأن قراءة هذه الخطابات بمعزل عن تطورات الاحداث تعكس بجلاء عمق ادراك النظام بطبيعة الازمة وصواب تعاطيه معها ولكن تأخر اعلان هذا التعاطى يدفع بكل الاسئلة والشكوك والريب باتجاه قنوات التوصيل والبث والتى تبدو فى ظل الحشود البشرية الثائرة والعسكرية التى امتلكت نواصى شوارع وميادين مصر الرئيسية ، تبدو هذه القنوات خارج سيطرة النظام ، وبالتالى فأن المتحكم فيها استطاع ان يحدث فرقا كبيرا فى الوقت جاءت معه خطابات الرئيس ونائبه وتصريحات وزرائهم متأخرة عن الاحداث بالقدر الذى احالها عند بثها الى مواقف استفزازية ومحفزة للمزيد من الفوران و الثورة .
                      مصر بما تمثله من ثقل اقليمى ودولى ، مرتبطة بأشكال وثيقة مع قوى اقليمية ودولية فضلا عن ارتباط النظام بقوى داخلية تتصارع جميعها فى السيطرة على سلطة دولة تبدو فى حالة سيولة تامة ، الا ان المشهد المصرى القائم الآن قابل لأستيعاب كل السيناريوهات والملفت فيه ان ثمة تقنية جديدة اخذت تمشى على الارض تبدو احيانا خاصة بأدارة الثورات وتبدو احيانا مقدمة مشاريع ولكنها تقنية جديدة لا قدرة للمنطقة بالتعامل معها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...