الأربعاء، 9 فبراير 2011

اعلان الهزيمة


                     تصريحات نائب الرئيس المصرى عمر سليمان ووزير الخارجية احمد ابو الغيط والملوحة بتدخل الجيش لدواعى الحفاظ على امن مصر القومى ، تبدو اعلانا مباشرا بأنهيار جهود الحكومة الجديدة فى احتواء الثورة ، او بالاحرى فى الحفاظ على النظام المصرى ، ليس لتصادمها مع مطالب الثورة فحسب وانما لتحديها لأرادة المجتمع الدولى وعلى رأسه امريكا الداعم الاكبر للنظام .
                    من جانب آخر تعكس هذه التصريحات بؤس الحالة التى اصبح عليها النظام المصرى وجعلته يرى فى الجيش خلاصه الآمن من هذه الثورة التى صنع كل شروط قيامها بسوء ادارته لشئون مصر والمصريين ، بينما غاب عليه ان يرى ان الجيش اى جيش حين ينوى التدخل لأستلام السلطة اى سلطة ، يبحث قبل تحركه اولا عن حليف او حلفاء بين مكونات الشعب  ، ويبحث بعد ذلك عن سند اقليمى ودولى يتيح له اكتساب الشرعية اللازمة ، وفى الحالة المصرية الراهنة يستحيل ان يفكر جيش فى مستوى الجيش المصرى فى نظام يتهاوى من كل جانب كحليف له ، ففى الداخل لا يوجد سوى الثائرين على ميادين وشوارع مصر ، اما على الصعيد الخارجى فأن المجتمع الدولى وعلى رأسه امريكا الممول الاكبر لهذا الجيش يبدو حليفا مؤكدا فى حالة تحركه ، بمعنى آخر ان تدخل الجيش المصرى لن يكون بأى حال من الاحوال سوى الضربة القاضية التى ستطيح بالنظام .
                     الآن تبدو الثورة المصرية على بعد خطوة من اعلان انتصارها ولم يبق للنظام القائم سوى اعلان الهزيمة والبحث على ضوئها عن مخرج آمن يجنب مصر مزيدا من الخسائر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...