الثلاثاء، 1 فبراير 2011

ماذا يجرى فى مصر ؟


                        اسئلة مقلقة تحوم حول المشهد الغامض الذى يحيط بمصر هذه الايام ، والبحث عن اجابة لها يزيد المشهد غموضا ومخاوفا ، فقد شرعت العديد من الدول العربية والغربية وغيرها فى اجلاء مواطنيها من مصر فى خطوة منذرة وتشى بأن ثمة معركة قادمة ، فما هى اطراف هذه المعركة ؟ فالشباب الثائر بميدان التحرير وشوارع مصر هو الآن تحت حماية القوات المسلحة المعلنة والمؤكدة بأستمرار ، فهنا طرفان خارج نطاق هذه المعركة المحتملة او المفترضة ، ولكن تداءات موجهة الى السلطة القائمة بمصر تحثها على وقف اراقة الدماء صادرة من دول ومنظمات وشخصيات ، تدعو للتسآؤل عن اطراف هذه المعركة الخفية ؟ فثمة جثث ملقاة على الشوارع ، وقوة فى حجم الشرطة ومباحث امن الدولة وغيرها من مسميات منظومة الامن المصرى اختفت من مشهد جهاز الدولة بصورة غامضة ونادرة الحدوث ، والقوى السياسية المصرية بما فيها جماعات الاخوان المسلمين موجودة الآن على المسرح السياسى سواء على ميدان التحرير وشوارع مصر او الاجهزة الاعلامية ، وليس هناك ما يشير الى تعرضهم الى اى مخاطر رغم مناداتهم المستمرة برحيل النظام برمته ، والبلطجية والمساجين الفارين الذين عزوا اليهم حالات الترويع التى طالت المواطنين ، القىّ القبض على الآلاف منهم وصدرت مناشدات من الجيش بتسليم انفس الباقين من الفارين ، والسلطة القائمة تبدو غير مهتمة بتزايد الحشود الثائرة التى بدت ميادين القاهرة وغيرها من الميادين والشوارع ملاذات آمنة لها اكثر منها مجمعات ثورية  ، فما الذى يشغل سلطة الرئيس مبارك فى هذا الظرف الخطير الذى يحيط بمصر ؟

                      تعاطيها حتى الآن مع مطالب الشعب المصرى الثائر ، تبدو فى النظر السياسى العاقل اكثر من معقولة ، بل تبدو ارهاصات لرحيل مؤكد ، ولكن تباطؤها الملازم لهذا التعاطى يشير الى انها فى حاجة الى زمن يبقى هذه الحشود فى مواقعها لأنجاز مهام لا يلوح منها فى الافق سوى المخاوف الناتجة من عدم الوصول الى طبيعتها .

                      مصر دولة سياحية ، وهى اكثر الدول عرضة للاختراق من قبل آلاف مؤلفة من البشر تحت ستار السياحة ، فهل ثمة وجود عدائى تمكن من دخولها تحت هذا الستار وهو الذى يشغل هم سلطة مبارك الآن ؟ الاجابة على هذا السؤال تستوجب معرفة حجم الوجود الاجنبى المتبقى بمصر وهوياته وعلاقاته بصراعات المنطقة من لبنان الى فلسطين الى السودان الى غيرهم ، وليكن الله فى عون مصر وشعب مصر .


                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...