الجمعة، 18 فبراير 2011

ليبيا الى اين ؟


                   ليبيا امام محك حقيقى ، فرياح الثورة هبت عليها من الغرب والشرق وحركت داخلها غضب جماهيرى يبدو فى منظور المشهد العربى الراهن ، مستصغر الشرر الذى يؤدى الى النار الكبيرة ، والمحك هنا ، كيفية تعامل  السلطات الليبية بعقيدتها الجماهيرية مع الجماهير الغاضبة او الثائرة ؟

                  ما رشح منها حتى الآن يشير الى ان الجماهيرية بدأت قتالها مع الجماهير ، وايا كان تصنيفها لهذه الجماهير الغاضبة ، فلن ينفى ذلك ان ثمة مواطنين ليبيين خارج منظومات النظام الليبى اخذت تنادى بحقوق ومطالب لا توفرها اطره القائمة ، فلماذا لجأت السلطات الليبية من اول صرخة لهذه الجماهير الى اتخاذ موقف مدافع عن السلطة مثلها فى ذلك مثل سابقاتها فى تونس ومصر ، وهى التى بشّرت بعصر الجماهير ؟ ما الذى منعها من التواصل مع هذه الفئة من الجماهير الليبية التى خرجت طوعا او كرها او غير ذلك ، واهدت للنظام مساوئه ؟
                 
                يبدو ان الانظمة العربية على اختلاف طيفها السياسى والفكرى والعقائدى ، متوحدة تماما فى نظرتها المتعالية نحو جماهيرها ، ومتوحدة تماما فى اساليب تعاملها معها فى حالة السلم التى تؤدى الى ثورتها ،  ومتوحدة تماما ايضا فى اتباع النهج المؤدى وبشكل حتمى الى سقوطها عاجلا او آجلا فى حالة الثورة ، كأن عقل السلطة العربى  فى تعاطيه مع مطالب الجماهير وبحكم طبيعته المركزية القابضة لا تتسع مداركه الا لرضوخ الجماهير لحكمه ، ولا بديل له سوى مقاتلتها حتى لو ادى ذلك الى انقسام شعبه وانزلاقه الى حرب اهلية تطيح  بالدولة قبل سلطته .

               فالى اين تتجه ليبيا مع هذه الشرارات التى اشتعلت فى بعض مدنها ؟ هل ستتجه فى خطها الجماهيرى وتفتح ابوابه لتتسع لأطياف شعبها الاخرى ام تمضى فى خط شمولى يفضى بها الى الحريق ؟  
               


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...