الخميس، 24 فبراير 2011

انا واولادى


                     ولا يزال القذافى يمضى فى طريق من سبقوه من الطغاة ، يمضى الى ذات النهايات التى يحفظها التاريخ عن ظهر قلب وترددها الاجيال جيلا بعد جيل ، النهايات التى يراها الآن كل ذى بصر وبصيرة الا هو وزمرته وشركات النفط التى ترى فى التغيير مهددا كبيرا لعقودها ، والمؤسف هنا ، ان تأتى مواقف الدول الغربية مستجيبة لهذه الرؤية بتباطئها وتسترها حول اجراءات شكلية فى منظمات تعلم كل الشعوب ان قرارها فى يدها ،  وبتوقفها عند مخاوف يبثها النظام الليبى ، هى الادرى بخطلها ، حتى صار تدفق النفط فى منظورها اعلى قيمة من تدفق دماء ابرياء الشعب الليبى .

                    هذه الثورة ورغم بشاعة وبطش زمر القذافى ، تمضى صامدة نحو هدفها ، وتكسب يوما بعد يوم ارضا وقوى جديدة ، ويخسر نظامه كل يوم ارضا وينفض من حوله رجال نافذون ،و كلما انفض منهم نفر ، انهدّ حائط من حصنه ، وقريبا جدا سيجد نفسه يصيح ( لم يبق للثورة غيرى واولادى ) وحينها ستتسآل شعوب المنطقة عن الفرق بين الطغاة والقاعدة والغرب .

                      للذين لم يدركوا بعد ، ان المشهد الليبى الآن ، تبدو شركات النفط المحرك الرئيس لمجازره ، ولم يعد خافيا على البلاد المنتجة للنفط قدرة هذه الشركات على صنع القرار فى اروقة حكوماتها ، فحتى فى اتون هذا الحريق شهدنا كيف استنجدت بعض حكومات الغرب بهذه الشركات لأجلاء رعاياها ، فكادرهذه الشركات لا تقل مسئولياته فى نزيف الدم الليبى عن مليشيات المرتزقة .

                      والمحاولات الساعية لتطبيق السيناريو الذى اشار اليه سيف الاسلام القذافى والقاضى بتقسيم ليبيا استجابة للمصالح النفطية ، سيدفع شعوب المنطقة بل سيدفع الشعوب فى انحاء العالم ان تعيد النظر فى سياساتها تجاه هذه الصناعة التى ستبدو فى ظل هذا السيناريو تهديدا لوحدة اراضيها ومدعاة لحروب اهلية اصبحت علامة مميزة لبلاد النفط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...