ليلة الامس كانت صدمة قاسية لشمال السودان ، فبعد اكثرمن نصف قرن من الزمان ، اتضح ان حصيلته فى الوجدان الجنوبى وفى العقل الجنوبى وفى مصالح الجنوبى ، اقل من 2% ، كل هذا الشمال الكبير برغم روابط الجغرافيا و صلات اللحم والدم ، لم يستطع ان يحرز فى نتيجة استفتاء حر ونزيه وشفاف سوى اقل من 2% ، ان تكون شماليا ولا تسوى فى نظر من شاركك السكن فى هذه الارض ردحا طويلا من الزمن سوى 2% فما عليك سوى ان تقبل هذه النتيجة القاسية بصدر رحب وبعقل ملؤه التقدير والاحترام للأنسان الجنوبى الذى تحمّل هذا العبء عقودا طويلة .

مرايا هذا الوطن خادعة ، وصورتنا جميعا عليها ليست حقيقية ، فلننظر الى البعد المخفى من الصورة ، ونعيد النظر كرتين وثلاثة واربعة حتى لا نفاجا بنتائج مماثلة فى المستقبل القريب ، فثمة نوايا كامنة خلف هذه الصورة تبدو متصادمة تماما مع وحدة مظهرها ، ونوايا اخرى خارج اطار الصورة تسعى لتفكيكها جزءا جزءا ، واعدة كل طرف بجبل وسهل وبحر .
ولأخوتنا فى الجنوب لا يملك المرء سوى التهنئة والامل فى غد يربطنا معا كالنيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق