شعبك يا مصر سيّد رياح الثورة ، حين يهب تملأ كل اشرعة الشعوب المقهورة ، فتبحر سفنها الى ارض الحرية والانعتاق ،فهذا هو وسمه ووسامته على مر التاريخ ، من عرابى الى ميدان التحرير ، دائما ما يهب ليستعيد لهذه الامة كرامتها وكبرياءها وحقوقها المنتهكة والمغتصبة من عصابات الداخل واطماع الخارج ، ومثلما تظلل رايات النصر سماءكم فأن ظلالها تمتد مع رفرفتها الى سماوات عالمنا الذى انهكته نخب فاسدة ظلت تتداول مقاليد الحكم فيه جيلا بعد جيل مصحوبة بالفقر والجهل والمرض والمظالم .
ولكن فى غمرة هذه الفرحة بأنتصار الثورة على تحقيق هدفها الاول برحيل الطغاة ، يجب الا يغيب عليها تحقيق هدفها الاسمى بأزالة كافة بنياتهم ، ولن يتأتى لكم ذلكم الا بأعلاء مبدأ سيادة حكم القانون وكفالة الحريات العامة وضمان حقوق الانسان ، فهى وحدها تكفل للشعوب العدالة فى شتى سبل حياتهم .
وللقوات المسلحة المصرية العظيمة ، التى اهدت لهذه الامة نصرها الثانى الذى لا يقل عظمة عن نصر اكتوبر ، بموقفها الشجاع الذى آزر جموع الثائرين على امتداد ارض مصر حتى تحقق نصرهم الكبير ، ان تكمل مشوارها بأن تضمن انجاز التحول الديمقراطى على اسس متينة لا تحوجهم يوما لتحمل اعباء اضافية فوق اعباء وظيفتهم النبيلة القاصرة على حماية مصر من الاعداء .
ولنا شعوب هذا الجزء من العالم ان نعى من هذه الثورة ، انه ليس بالعنف وحده تنتصر الشعوب ، وانما بالحراك السلمى على الشوارع وعلى منابر الحوار وفى رحاب القانون . والتهنئة الحارة لشعب مصر ولنا جميعا ودامت الثورات سندا لشعوبها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق