خطاب سيف الاسلام القذافى ليل امس ، لا يختلف فى مضمونه وتوقيته عن خطابات سابقيه فى تونس ومصر ، فالسمة الغالبة عليها ، انها لم تدرك حقيقة تهاوى انظمتهم الا فى لحظات السقوط الاخيرة ، وحتى فى هذه اللحظات ظلّ هم الحفاظ على السلطة عند ثلاثتهم مقدما على الوطن والمواطنين ، و لا يفضح موقفهم هذا نواياهم المتصادمة مع فكرة التداول السلمى للسلطة فحسب وانما نظرتهم المتعالية للآخر الوطنى والتى تجرده حتى من حق الرأى و المشاركة والاسهام فى بناء وطنه ، وهو موقف يكرّس وفى كثير من الصلف مبدأ الوصاية على الشعب ، ويشدد من جانب آخر طوق العزلة علي هؤلاء الحكام .
وما يدعو للغرابة ، هذه المكابرة والاصرار على اعتبار الحالة التونسية امرا مغايرا لما يجرى فى بلادهم رغم ان ما انتهت اليه الثورة فى مصر اثبتت خطل نكران اركان النظام المصرى آنذاك لصحة الآراء التى اكدت وحدة المصير على الاقل بين حسنى مبارك وزين العابدين بن على ، ولم يشفع للرجلين تاريخ طويل من المواقف والانجازات الماثلة للعيان ولا المخاوف التى ساقوها لمنع الرحيل ، تماما كما لن تشفع للقذافى انجازاته التى عددها نجله سيف الاسلام والمخاوف التى ساقها من ايقاف حتمية الرحيل ، انها فى مجملها تمثل طوق النهايات.
سيف الاسلام القذافى |
سيف الاسلام القذافى عقل ليبى عصرى تخطته الاحداث ، وقلب ممتلىء بحب وطنه والخوف على وحدته ولكن وحدة ليبيا ستحميها ارادة شعبها ووعى عقلائها الذين تزخر بهم مكونات الشعب الليبى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق