الخميس، 30 يناير 2014

لا انا هناك ولا نحن


                        ألا يحن الطين ابدا لما خلّفه من فراغ ؟! كم مرة ناغمت طينتك الغائبة ان تأتى لترتق فتق الروح فيك ؟ كم مرة اعيّاك السؤال ؟ قال الصوت القادم من قعر القلب ، لا تهرب ، هى بقربك لم تزل وردة يسبقها اليك عطرها ولم تمش اليها يوما ، اردت ان تراها نجمة فى سموات بعيدة ، لتبك فراغ الطين فيك ، تهرب الى ماء مالح والعطر جنبك بحيرة تزيّنها العصافير ، لا تهرب ، العشق هو ان تمشى اليها حافيا بلا وجل وبلا خجل ، العشق هو ان تمشى اليها عاريا من جسدك فالجسد مفسدة الطريق والعشق هو اول الطريق الى الله .

                        دع هذا الجسد يتمرغ فى ملاحمه الميتة ، هنالك حياة تنتظرك فى شغف ان تطلق سراح القلب ليمشى مختالا فى طريق العشق اليها ، فاطلق سراح قلبك وامشى اليها ، امشى وامشى ، ففى آخر الطريق حدائق وجنان وانهر تغتسل الارواح فيها جزلة ، هنالك سيتمدد طينك فرحا ليملآ كل فراغاتك ، وستسكن داخلك تلك التى ارهقت مشاوير عشقك من شروق الشمس الى شروقها ، امشى ..  امشى واذا داهمك شىء من التعب قل كما قال مولانا جلال الدين الرومى :

                            ( فلتصمت ايها الجسد فأن قلبى يتحدث ، وفى حديث القلب لا انا هناك ولا نحن )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...