الأربعاء، 1 يناير 2014

الجمهورية للسيدين


                       فى الذكرى الثامنة والخمسين للأستقلال ، صادفت الاوسمة التى منحها السيد رئيس الجمهورية ، ارتياحا واسعا بين ابناء الشعب السودانى ، لما يتمتع به كل من الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى والسيد الامام السيد الصادق المهدى من شعبية واسعة تشكل اغلبية الشعب السودانى ، بأعتبارهما اكبر زعيمين دينيين فى البلاد لطائفة الختمية والانصار فضلا عن زعامتهما لأكبر حذبين سياسيين الامة و الاتحادى ، ولأن كلا الرجلين يمثلان الآن رمزين من اكبر رموز الاستقلال الذى احتفل به ليلة الامس ، فأن ابرز دلالات هذا الحدث ، ان شعبية سياسية كبيرة فى طريقها للتدفق على النظام فى مستهل العام الجديد .

                       ويبدو ان حصد التأييد الشعبى للنظام القائم لم يقف عند حدود السياسة وحدها ، فقد جاء تكريم الفنان محمد الامين بما يمثله من ثقل جماهيرى واسع ، اضافة شعبية جديدة ، وقد استطاع هذا الفنان المبدع ان يردف معه فى ذات الليلة ، جماهيرية رفيق دربه الراحل المقيم محمد وردى وذلك بمزجه الرائع والذكى ، بين عزة الخليل واغنية الاستقلال الخالدة ، كأنه اراد ان يقول لنا ، ليس لدى سوى اجر المناولة لقامتين عاليتين من صناع الاغنية الوطنية فى السودان يستحقان التكريم ، رغم انه يمثل الضلع الثالث فى مثلث هذه القامة الفنية الوطنية الرفيعة .

                       اما تكريم السيدة السريرة عبد الله مكى مصممة علم الاستقلال واحدى المؤسسات للأتحاد النسائى ، فقد كان تكريما لتأريخ طويل من نضال المرأة السودانية ودورها المنسى فى حياة هذا الوطن ، لقد كان مشهدا مؤثرا يدعو الى التحية والتقدير .

                       المشهد الوحيد الذى لم يكتمل جماله هو ألا يصاحب تكريم العلماء د احمد البدوى ود محمد عطا السيد والاعلامى عبد المجيد عبد الرازق ، تكريم رموز الرأسمالية الوطنية التى لم تلوّث طوال ربع قرن اياديها بدورة الفساد التى خنقت انفاس هذا الوطن ، او رموز الصناعة الوطنية ، او رموز العمال والحرفيين الذين تحملّوا عبئا كبيرا فى بناء هذا الوطن .

                        الاحتفال فى مجمله يبشر بأننا مقبلون على سنة جديدة تحمل فى طيّاتها الكثير من رائحة الماضى الجميل ، سنة من شأنها ان تستنهض فى كل السودانيين الاحساس بعودة وطن فقد قبل ربع قرن ، ومن شأنها ان تقوى من جديد وحدته فيما تبقى منه ، فقط كل الذى تحتاجه ، ان تنجح الحكومة الحالية فى رفع الظلم الذى حاق بالسودانيين طوال هذه الفترة وتجبر اضراره ، وعلى رأس قائمة الظلم ، المفصولون ، خاصة اولئك الذين اطيح بهم فى عقد التسعينات سواء تحت حملة الصالح العام او بأجراءات ادارية ملتوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...