السبت، 25 يناير 2014

فيم انتظارك


                         الانتظار رفيق ممل ، لازمنى ومعى كثيرين لأكثر من عقدين من الزمان ، بدأ مع تلك اللحظة التى استطاعت فيها فكرة بليدة ان تمسك بتلابيب مفاصل الدولة وتشرد عشرات الآلاف من العاملين تحت زريعة التمكين لمشروع حضارى ، ثبت بعد مضى ربع قرن من الزمان ، انه لم يكن سوى ثقب اسود فى قلب جسم الخدمة العامة فى السودان ، عطّل مصالح الوطن وحوّلها نهارا جهارا الى مصالح خاصة ، منذ تلك اللحظة ، اصبح الانتظار رفيقا مملا لعشرات الآلاف من المفصولين ولملايين آخرين تضررت حياتهم بنسب متفاوتة جراء هذه الفكرة البليدة ، ينتظرون جميعهم ان تتخذ العدالة مجراها وان يتخذ الانصاف موقعه فى مؤسسات الدولة التى كانت (توزع كلحم الضان بجيش الردة) .

                        يتململ الآن الكثيرون فى انتظار ما سيسفر عنه مشروع السيد رئيس الجمهورية لأصلاح الحال بالبلاد ، يتململ كثيرون متطلعين ان تجد آمالهم وتطلعاتهم مقاعدا وثيرة فى المشروع المنتظر ، بينما المفصولين الذين احترقت سنوات عمرهم انتظارا لا يرغبون شيئا سوى ان يعود العدل والانصاف فيصلا فى حياة الدولة وحياة الناس ، حتى يستعيدون حقوقهم المهضومة لأكثر من عقدين من الزمان .

                        قضيتان هما أم القضايا التى ينتظر اصحابهما على حق  مشروع الرئيس ، القضية الاولى هى الاستيلاء على الوظائف والقضية الثانية هى الاستيلاء على الاراضى ، وكلتاهما تم الاستيلاء فيهما بأرادة رسمية تحت زرائع وان تلفعت بأشكال قانونية كالفصل والنزع الا انها لا تنفى اختراقها الفظ للثابت من الحقوق ، ولا اختراقها الفظ للثابت من الملكية ، انهما القضيتان اللتان يتمحور فيهما صراع السلطة والثروة فى اكثر اشكاله جلاءا ، واى اصلاح لكى يصل غاياته لابد له ان يصحبهما فى مقدمة مشروعه .

                       
                       
                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...