موانى الدخول فى الدول الافريقية ، تبدو معابرا سهلة لأسلحة خطرة ، اسلحة لا تطلق الرصاص ولا الغازات القاتلة ، اسلحة ورقية شديدة الخطر ، محمولة على حقائب انيقة بأقفال عالية التقنية ، وموصولة باقمار اصطناعية ترشدها الى مكاتب او منازل او فنادق يتواجد بها مسئول افريقى و توقيع معتمد و ختم ، هذه الحقائب الملأى باليورو والدولار ، هى التى اشعلت الحروب فى معظم بلدان افريقيا .
الحرب فى افريقيا تكون بدايتها فى هذه الاماكن ، تفرغ الحقائب محتوياتها من اليورو او الدولار وتضع مكانها شهادة بحث بارض تقاس مساحتها بخطوط الطول والعرض ، ارض كل الكنوز التى فى باطنها سر محفوظ فى قرص صلب داخل قمر اصطناعى ، هذا القمر الساحر الذى يعلم بدقة متناهية ، حجم النفط داخلها وعمره الانتاجى ، ويعلم حجم المعدن داخلها وعمره الانتاجى ، ويعلم مدى خصوبتها وحجم انتاجها ، ويعلم ان الحقيبة الملأى باليورو او الدولار التى استحوزت عليها ، ستفرغ نفسها اولا هناك فى بنوكهم ، وستفرخ لاحقا الآلاف امثالها ، وستجعل الحياة هناك فى اوروبا او امريكا او فى بلاد اللاعبين الجدد اكثر رفاهية .
اما هنا فى ارض افريقيا الغنية ، فلن تخلّف هذه الحقائب سوى الاحتراب ، لن تخلّف سوى اسراب الذباب الملتفة حول الجثث الملقاة على ضفاف الانهار بدلا من قناديل الذرة والقمح ، لن تخلّف سوى الجهل والجوع والمرض والغبائن ، اما هنا فى ارض افريقيا الغنية ستسخر هذه الحقائب من آبائها الذين قدموا ارواحهم ودماءهم لتكون هذه الارض حرة ويكون خيرها لأبنائها ، وستمد لسانها عليهم قائلة : نحن ابناء المستعمرين تخلصنا من المسئولية الاخلاقية التى الزمت اباءنا ان يبنوا لكم مدارسا ومستشفيات وخطوط سكك حديدية الى آخر ما انجزوهوا لكم مقابل ما اخذوه من ثروات ، نحن ابناء المستعمرين نأخذ ما نريد من ثروات متكئين على اخلاق ابنائكم التى تساويها هذه الحقيبة الصغيرة .
هذه الحقائب التى قتلت الملايين فى افريقيا ، هذه الحقائب التى سرقت حلمنا ، هذه الحقائب التى احاطتنا دوما بالرعب من بعضنا البعض وبالكراهية لبعضنا البعض ، يجب ان تحرق على الملأ ، يجب على افريقيا ان تقيم فى كل ميناء دخول محرقة لهذه الحقائب ، لقد اعادتنا عبيدا داخل اسوار بلادنا ، فلنحرق هذه الحقائب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق