الاثنين، 23 ديسمبر 2013

لغة النوبة هذّبت العالم


                        النوبيون معجزة البشرية على مر العصور ، ليس لأنهم أول من بنى الاهرامات ، ولا لأنهم أول من اهتم بالفضاء ، ولا لأنهم أول من ابتدع الكتابة ، ولا لأنهم اول .. واول.. واول الى آخر ما اسفرت عنه الحفريات والبحوث التى تناولت هذا التأريخ المجيد المبدع الخلاّق ، ولكن لأنهم لا يزالون يتحدثون اللغة التى تحدث بها من قبل نبى الله وسيدنا نوح عليه السلام ، ولأنهم لا يزالون يتحدثون بذات اللغة التى كتب بها نبى الله وسيدنا موسى عليه السلام على الألواح والصحف .

                         كل الأنبياء كانوا هنا ومروا من هنا ، وعرفوا هذه اللغة التى ابدعت فى تهذيب البشر ، فترجموها الى اكثر من لغة واكثر من كتاب ، هذه اللغة ، هى النافذة الأولى التى نظر عبرها ملايين الملايين من البشر الى السماء ، الى حيث الجمال الخالد ، الى النور الذى يضىء ظلمة الاكوان ، الى رب العزة والجلالة ، الى الله ارحم الراحمين ، هى النافذة الاولى التى نقلت البشرية الى ثقافتها السائدة اليوم .

                          هذه اللغة تنطوى على سر اولى الحضارات واعظم الحضارات ، ولا يزال العالم المستنير ، يبحث ويحفر ويبحث ثانية لمعرفة اسرارها ، لمعرفة سر ذلك العقل النوبى الذى واجه وحشة الحياة الاولى وانتصر عليها بالخلق والابداع ، ابنية عظيمة وصناعات حجرية وخشبية وحديدية وزجاجية وغيرها ، معامل لعبت فيها الكيمياء اعظم ادوارها فى حفظ الجسد ، وفى ابداعات اللون ، وفى السموم ايضا ، انها اللغة الاولى التى  اسسّت قواعد العلم .

                           هذه اللغة هى الاولى التى طهرّت النفس البشرية من امراضها ، ولولاها لكان الجنون اليوم سيّد البشر ، وهى التى دفعت (بيّا) او بعانخى العظيم ان يغزو قوما لتجويعهم الجياد ، وهى التى ابتدعت مائدة الشمس حتى لا يصبح الجوع ابتزازا واستغلالا وقهرا للأنسان .

                            هذه اللغة لا يخشاها الا اولئك الذين سرقوا جهد اسلافنا النوبة ونسبوه الى انفسهم ، لا يخشاها الا اولئك الذين انكروا على اسلافنا انهم سادة ثقافتهم الراهنة واساس علمهم الذى يبحث الآن فى اغوار الفضاء ، لا يخشاها الا اولئك الذين ظلوا على مدى قرن من الزمان يدفنون مواقعها تحت المياه ، فأكتبوها الآن الى ان تعثروا على حروفها الاولى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...