الاثنين، 9 ديسمبر 2013

عودة تيموثى عبد القيوم


                        تيموثى هو تيموثى ماكفاى ألامريكى الذى قام بتفجيرات اوكلاهوما فى 19 ابريل 1995 ، التفجيرات التى راح ضحيتها 168 ابن آدم ، وطيلة الفترة من 19 ابريل 1995 تاريخ تنفيذه لهذه التفجيرات وحتى تأريخ اعدامه فى 11 يونيو 2001 بذلت السلطات الامريكية جهودا مضنية ومغرية ليبدى شيئا من الندم على جريمته النكراء ، الا انه ظل ثابتا ومتمسكا بتلك الفكرة التى استولت عليه ودفعته دفعا لتنفيذ عملية التفجير ودفعته اخيرا الى قبره ، وتلك الفكرة ليست جديدة على البشر ، فكرة الانتقام من نظام قائم داخل دولة او فى المجتمع او حتى داخل مؤسسة عمل صغيرة ، فهى فكرة حيّة داخل النفس البشرية على مر العصور ، ليس فيها بحث عن بطولة وانما معنى للوجود ، ولو قدر لهذا النظام او ذاك داخل الدولة او داخل المجتمع او داخل مصنع صغير ان يسمع وسوساتها ليلا ونهارا ، لأعاد النظر فى مفاهيمه واساليبه التى يدير بها شئون البشر ، ولقام بأعادة تأسيسها على معايير عادلة وشفافة ، لا تهضم حقا ولا تهدر روحا وتبقى ابواب الامل مشرعة دوما ، حتى لا تتفاجأ يوما بتيموثى آخر .

                         اما عبد القيوم فهو بطل قصة بشرى الفاضل (حملة عبد القيوم الانتقامية) التى اتحفنا بها فى اواخر السبعينات او اوئل الثمانينات على ما اذكر ، فذات الفكرة التى استولت لا حقا على تيموثى ماكفاى كانت قد استولت على عبد القيوم السودانى الذى فعل (ببلدوزره) ما فعله لا حقا تيموثى من قتل وهدم ، الا ان عبد القيوم امتد انتقامه ليشمل نفسه المقهورة ايضا حتى لا يخلّف وراءه اثرا لهذه الحملة يقود اعداءه واعداء امثاله يوما لأكتشاف اسرارها ، اولئك الاعداء القابضون على مفاصل كل شىء والمصابون بالعمى والتبلد عن رؤية ما فعلته اياديهم باحتياجات الناس و ما ولّدته فيهم من آلام ، وآثر ان يختار لها فى الختام مهدا رفيقا رقيقا ، هو ذات الماء الذى حمله وهو جنينا فى بطن امه ، كأنما حياته وحياة امثاله ما هى سوى رحلة للأنتقام .

                          فللطاقم الحكومى الجديد ، ثمة خوف كبير يحيط الناس فى هذا البلد من عودة تيموثى عبد القيوم ، اذ كل الطرق الجاذبة لعودته تكون  عادة مغطاة بركام من الظلم والعوز والانتهاكات ، ازيلوا هذا الركام حتى ولو كلفكم الميزانية بأكملها ، فليس هنالك مشروع اعظم من تنمية البشر ، لتكن ميزانيتكم المقبلة موجهة لمشروع وحيد هو (رفع الظلم وجبر الضرر) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...