الأحد، 15 ديسمبر 2013

انى اعتزر فهل تصالح ؟


                      حبى لشعبى السودانى بلا حدود ، فهو احدّ الشعوب ذكاءا ، لا كما تشيع الاستطلاعات المضللة التى تختبىء وراءها اجندة تستدهفنا فى وجودنا وثرواتنا ، احبه لأنه علّمنا منذ زمان بعيد ان العقل هو عصمتنا عند المكائد ، تماما كالصبر عند الشدائد ، انظر الى هذا المثل الرائع الذى يقول (الأضينة دقوا واعتزر ليهو) ما اجمل هذا التحريض الذى يدفعك ان تنأى سريعا من تأثير ثقافة الاعتزار على ما فيها من نبل ورقى انسانى حتى لا تكون (اضينة) ، ولكنه تحريض ضد اولئك الذين يتخذون من الاعتزار مطية لتبرير افعالهم المتعمدة التى الحقت الكثير من الاذى بالناس من اجل مصالح ضيقة ، وضد اولئك الذين يلجأون الى الاعتزار بعد ان يكونوا قد فقدوا القدرة على اصلاح الاذى الذى الحقوه بغيرهم ، غنى يا (وردى) غنى ( اعتزارك مابفيدك ..ودموعك ما بتعيدك  العملتو كان بأيدك .. انا ما لى ذنب فيه ) قمة الطرب فى هذه الايام ان تستمع لراحلنا المقيم (وردى) وهو يصدح بأغنية (بعد ايه) .

                        ومع ذلك فأن التحية واجبة لمن اعتزر ، بدءا من السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية سابقا ، مرورا بدكتور نافع على نافع الى آخر من طالته قائمة الاعتزار ومن ستطوله لاحقا ، التحية لهم لأنهم اكدوا لنا ان الجموع الغفيرة من ابناء الشعب السودانى التى نأت بنفسها عن مظلة سلطتهم رغم اغراءات السلطة وارهابها ، كانت على حق ، ان غالبية شعبى العظيم كانت على حق .

                         والتحية لهم ثانية لأنهم بأعتزارهم هذا اضاءوا لخلفهم حقيقة ما كانوا عليه من ظلام انتهكت فيه من حقوق الشعب السودانى الكثير ، واهدرت فيه من ارواح الشعب السودانى الكثير ، وان على خلفهم ان يرى حقيقة ان لهذا الشعب رؤوسا ملأى بأفكار نيّرة ومحبة لهذا الوطن واهله اجمعين وليست (قنابير) يسهل التلاعب بها .

                          ثقافتنا وديننا يقول لنا ان من يعفو ويصلح فأجره على الله ، واجر الله اعظم من كل ما تدفعه خزائن الارض ، ولكن العفو يشترط المقدرة والشعب السودانى فى اسوأ حالات الفقر والانهاك والغبن للدرجة التى لم يعد يرى فيها ما تم من انجازات هى بكل المقاييس تعتبر نقلة نوعية ، وللصلح استحقاقاته اولها هذا الاعتذار وآخرها رفع المظالم ورد الحقوق لأهلها وجبر اضرارها ، هذا هو الارث الثقيل الذى يواجه من يحكمون الآن وسيواجه من يحكمون لاحقا .

                           هذا الشعب حلمه بقدر اتساع ارضه ، وصيره بقدر اتساع ارضه ، وعنفوانه كعنفوان الطبيعة ، فهو يستحق ان ينعم فى هذه الارض بالأمن والسلام وان ينال نصيبه بعدل من خيراتها ، فاللهم اجعله بلدا آمنا وارزق اهله بالثمرات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...