لو كانت الامنيات تجدى ، لتمنيت ان تسيطر حكومة الجنوب على الاوضاع فى هذه اللحظة ، لا لشىء الا لكى لا تنتقل هذه الصراعات الى القبيلة ، وما يثير القلق فعلا ان بوادر هذا الانتقال تبدوقائمة فى انقسام الحرس الرئاسى الذى يخشى ان يتمدد عموديا داخل الجيش ثم ينتشر بين القبائل ، وفى هذا الافق المزدحم والمنذر بفوضى قاتلة ، تتردد انباء عن احتلال بور من قبل قوات ينتمون الى قبيلة النوير ، ولأن بور هى عاصمة القسم الثانى من قبيلة الدينكا ، فيبدو اننا على موعد مع داحس وغبراء جنوبية ، ثم يضيف توجيه الحكومة الامريكية لرعاياها مغادرة جوبا فورا ، ترقبا قلقا للقادم من الدماء المراقة ، ليختتم الامين العام للأمم المتحدة هذا المشهد المأساوى بمخاوفه عن اقتراب الجنوب من الانزلاق فى حرب اهلية .
لو كنا فى روما القديمة ، سنصف هذا المشهد الذى يحيط بأرض الجنوب الآن ، بأن هذه الارض تستعد لأستقبال اله القتل والدمار ، ومتى حلّ هناك فستصبح كل من الحكومة فى جوبا والمعارضة لعبتين دمويتين فى يده ، وسترتوى يده العطشى دوما للدماء وللحريق بأبرياءالجنوب ، بغابات الجنوب ، ببلدات الجنوب ، وسيترك فى كل مكان احرقه واباد اهله تذكارا ، مرة بوجه سلفا كير ومرة بوجه رياك مشار ، وسيختم جولة دماره وقتله بعبارة صغيرة تقول : كانت هنا دولة .
الجنوب الآن يقف عاريا يتربص به وحش قاتل ، اتمنى ان يعى ابناؤه ما ينتظره ويعملوا جميعا على ستره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق