السبت، 30 مارس 2013

شظايا غامضة


                    اول امس شاهد كثيرون احتراق احد الشهب وهو يتجه من الشرق الى الغرب فى سرعة فائقة ، فى مشهد يملأ المرء بشتى المشاعر ، اهمها شعور بالخوف فى ان يتحوّل هذا الجرم السماوى الى حاصب من السماء ، فشرور الناس فى هذا الزمان بلغت حدا يعيد الى الأذهان قصص القرآن الكريم عن امم قصفت بهم الارض وجعل اسفلها عاليها ، فحواصب السماء لم تتوقف ولكن لطف الله يحيل معظمها الى الصحارى والقفار ، تماما كما حدث مع نيزك عكاشة الذى سقط وتشتت شظاياه فى الصحراء النوبية فى 7 اكتوبر 2008 ، وكما يحدث فى كثير من مناطق امريكا وروسيا ، واخرى حول العالم ، وكثير من الناس ينسى ويجهل قسم الله عز وجل (والنجم اذا هوى) فعلماء (ناسا) وعلماء الفلك ووكالات الفضاء ومن قبلهم الراسخون فى العلم ، يعرفون جيّدا معنى الرعب المطلق الكامن فى هذا القسم ، ويعرفون ما ينتظر البشرية اذا النجم هوى .

                     ولا اشك لحظة ان شهاب الأمس المحترق قد تمّ رصده من عدة مراصد متفرقة فى انحاء العالم اهمها مراصد (ناسا) واقمارها الصناعية ذات القدرة الفائقة على تحديد مساره بدقة متناهية تستطيع ان تبيّن موضع سقوطه بالمليمتراذا كان نيزكا  ، هذا الرصد الدقيق بما له من فضائل على البشرية ، يثير الانتباه الى اهتمام وكالة (ناسا) الغامض بجمع شظايا هذه النيازك وكتلها التى سقطت على الارض ، حيث ذهب بها الاهتمام الى تصوير الحفر التى احدثتها النيازك قبل آلاف السنين كما فى حالة حفرة الصحراء الغربية بمصر والتى اكتشفها علماء من جامعة (بوسطن) الامريكية اثناء دراستهم للصور التى التقطتها الاقمار الصناعية المخصصة لهذا الغرض .

                      هذا الاهتمام من وكالة (ناسا) كان جليّا فى حالة نيزك عكاشة حيث حضر احد منسوبيها كما اعلن حينها وقاد فريقا من المختصين بجامعة الخرطوم وبعض طلابها وآخرين توجه الى الصحراء النوبية فى اغرب عملية لجمع ما تبقى من النيزك وشظاياه ، عملية الجمع هذه التى تضطلع بها اكبر وكالات الفضاء فى العالم ، تلاقى قدرا كبيرا من الاحترام والمساندة نظير المعرفة والتجارب الكبيرة التى قدمتها هذه الوكالة للبشرية ، ونظير رصدها المتواصل على مدار الدقيقة للأجرام السماوية الحائمة فى الفضاء والمهددة كوكبنا بالفناء ونظير قيامها بوضع الاحتياطات اللازمة لمقابلة اخطارها ، فهى مهمة سامية وذات تكاليف عالية تستحق عليها الوكالة بالفعل التقدير والدعم ، ولكن هذا الغموض الذى يلف لهفة هذه الوكالة فى عملية الجمع هذه يثير تسآؤلات وفضولا كبيرا حول قيمة هذه الاحجار المتساقطة من السماء ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...